ساعدنا في وقف غارات الطائرات بدون طيار (الدرونز). احكِ لنا قصتك« .
هذه الرسالة موجهة إلى أهالي محافظات مأرب وأبين وشبوة وأي منطقة أخرى في اليمن تقوم فيها الغارات الجوية الأمريكية.
أولًا أود أن أبدأ بتوضيح: أنا مواطنة أمريكية من ولاية تكساس التي هي نفسها مسقط رأس الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش, وعندما اعترفتُ بذلك لأحد الصحفيين اليمنيين, قال لي: «يعنى ذلك أن كل منا بدو». وربما أنني لا أشعر بأني بدوية حقيقية ولكني بالطبع أشعر بالخجل والعار الذي جلبه جورج بوش لأهل أمريكا. وإن لم يكن جورج بوش ولم تكن ما يسميها «حربه على الإرهاب» لما كانت هناك حاجة لكتابة هذه الرسالة اليوم. ولكن للأسف الشديد هناك حاجة ماسة وأقدّم شديد أسفي واعتذاري؛ كأمريكية, لكلٍ منكم ممن فقد قريبًا أو صديقًا.
أنا أعمل مع منظمة بريطانية تسمى «ريبريف», وقد عارضنا منذ البداية «الحرب على الإرهاب», وقام مؤسس المنظمة المحامى كلايف ستافورد سمث بالتعاون مع فريق من المحامين الأمريكان برفع أول دعوة قضائية في أمريكا لصالح معتقلي جوانتناموا وبمرور السنين كنّا قد مثّلنا أكثر من ستين معتقلًا في جوانتناموا وكان هدف أول زيارة قامت بها المنظمة إلى اليمن هو مساعدة إخوانكم اليمنيين في جوانتناموا وللضغط على الرئيس السابق على عبد الله صالح للمطالبة بعودهم إلى أرض الوطن. ومن المؤلم أنه لا يزال في جوانتناموا عشرات من اليمنيين, ولكننا بإذن الله تعالى سننتصر.
وكما تعلمون, اختلفَ منهاج أوباما عن أسلافه في «حربه على الإرهاب»؛ ففي الوقت الذي ازدادت فيه سمعة جوانتناموا سوءًا, وعندما أصبح من الصعب سياسيًا نقل أي معتقلين جدد إلى هناك, لجأ أوباما إلى قصف مدن اليمن جويًا, ويتم تغطية خبر سقوط القتلى بصياغة توحي بأن كل من مات كان «إرهابيًا» أو «مقاتلًا», ولكن الحقيقة التي نعرفها جيدًا والتي علّمها لنا التاريخ تقول غير ذلك. فكان يقول وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد إن كل معتقل في جوانتناموا إرهابي وقبض عليه في أرض المعركة في أفغانستان, إلا أننا وجدنا في جوانتناموا أشخاصًا مثل سامي الحاج, مصوّر الجزيرة, ومحمد الجرانى الذي اختطف من مسجد في باكستان وهو في الرابعة عشر فقط من عمره. ولذلك وبالرغم من أننا نعلم القليل عن الغارات الجوية في اليمن, لكننا على يقين أن هناك أخطاءً فادحةً يتم ارتكابها؛ فهل كان جابر الشبواني أو أهالي المعجلة إرهابيين؟ الإجابة ببساطة: لا.
نحن في منظمة ريبريف نعترض بشدة على الغارات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة في اليمن, ونعتقد أنها لا جدوى منها إلا في نشر وتعزيز الكراهية وجعل الشعوب أقلّ أمنًا, ونعتقد أيضًا أن هذه الحرب يمكن أن تتوقف ولكن فقط في حالة قيام الأشخاص الذين فقدوا أحباءهم برواية قصصهم.
ونقوم اليوم بشن حملة اليكترونية على شبكة الانترنت بعنوان «الشعب يريد إيقاف القصف», وستجدون, في وقت قريب, إعلانًا مبوبًا بشعار المنظمة وتفاصيل الاتصال بمنسقي الحملة في اليمن في عدد من مواقع الأخبار الإليكترونية والصحف الكبرى في اليمن, وبمجرد الضغط على الشعار سيتم تحويلكم إلى صفحة الاتصال بنا وسنقوم بالتدابير اللازمة لنستمع إلى قصتكم بالكامل, وبعد ذلك سيتم عرضها للعالم وسنطالب بالاعتذار والتعويض على الخسائر التي ترتبت, وفى بعض الحالات يمكن أن نقوم برفع دعوة قضائية ضد المسئولين ولكننا نعتقد أن الضغط الشعبي عن طريق تغيير الرأي العام أهم وأنجح من الضغط القضائي.
ربما تتساءلون: ما الجدوى من المشاركة ورواية قصصكم المؤلمة؟ والإجابة سهلة: تعتمد الولايات المتحدة والدول التي تساعدها في حربها على الإرهاب على اعتقاد العامة أنهم يقتلون إرهابيين فقط لا غير وسيصرون على ذلك. ففي السنة الماضية, على سبيل المثال, ادعت وكالة المخابرات المركزية (سى آي ايه) أنها لم تقتل مدنيًا واحدًا في باكستان, لكن الصحافيين والزملاء في ريبريف استطاعوا أن يثبتوا غير ذلك. فعندما تحكي قصتك فإنك تغصب العالم على مواجهة الحقيقة؛ وهي أن هناك أبرياءً قتلوا في حرب الطائرات بدون طيار وسيموت المزيد من الأبرياء؛ إن لم تتوقف هذه الحرب.
لديكم القدرة على تغيير عقلية الناس داخل وخارج اليمن, وأتمنى أن نعمل سويًا؛ لتحدي هذه الحرب الدامية.
أرجو الاطلاع على الرابطة أدناه ومدّنا بتفاصيل الاتصال بكم, وسيقوم أحد عاملينا بالتواصل معكم.