أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

الرأفة بالمجرمين لماذا؟

- الدكتور محمد عبدالله عايض الغبان‎

معظم المجتمعات الغربية ومن سار في فلكها تمنع الإعدام للمجرمين إلا في حالات نادرة ،وقد مرت هذه المجتمعات بمراحل تشريعية مضطربة ،فما كان ممنوعا وجريمة في فترة أصبح مباحا ومتاحا في فترة لا حقة وكذلك العكس.

وفي كل مرحلة من هذه المراحل يعتبرون تشريعاتهم هي المثالية وعلى الجميع الالتزام بها، ويسير في فلكهم واضطراب أهوائهم العلمانيون والليبراليون ومن في حكمهم من أبناء جلدتنا الذين لايحيدون عنهم قيد أنملة وهم الناطقون باسمهم في مجتمعاتنا بطرق كثيرة ظاهرة وخفية .

كل ذلك من باب الرحمة والشفقة بالمجرمين حسب زعمهم، وهذا التناقض الغريب يدل على تخبط وعشوائية واتباع للأهواء بغير هدى ،وصدق الله القائل "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ".

وهي نظرات قاصرة ساذجة تشفق على أفراد معدودة ولا تشفق على مليارات من البشر وتشفق على القاتل ولا تشفق على المقتول وذويه ولو وصل عدد من قتلهم إلى المئات أو الآلاف.
ثم إنهم يجيزون الإعدام في بعض الحالات الجسيمة أو المتعلقة بالنواحي العسكرية ،والذي دعاهم إلى ذلك عظم الجرم كما يدعون، ويغفلون في نفس الوقت عن الظلم الواقع بالمجتمعات من جراء هذه الجرائم مع أنها تطهير للمجتمعات من هؤلاء المبتلين بمرض الجريمة  وصيانة لها من التعدي على الأرواح حتى يعيش الناس بأمن وأمان وتبقى نفوس ذوي المقتول بعيدة عن الغل والحقد كون من كان السبب في شقائهم وحرمان مقتولهم من الحياة حرم هو أيضا من الحياة جزاء وفاقا وشكل ذلك رادعا قويا لكل من يفكر في إزهاق أرواح البشر قال تعالى :" ولكم في القصاص حياة " نعم حياة أمن وسلام وحفظ لحقوق المجتمعات من التعدي عليها أو انتهاكها وهذه هي الشفقة الحقيقية على البشر بل هي شفقة ورحمة بالمجرمين وبمن تسول لهم أنفسهم بالعبث باستقرار المجتمعات لذلك أصبح القتل في تلك المجتمعات ومن سار في ركبها كشرب الماء  ولا يأمن الإنسان على نفسه أينما حل .
ومهما قنن  الناس وتقلبوا بأحكامهم ونقضوا السابق وترددوا في اللاحق فإن حكم الله  يبقى دائما هو الأصلح "ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون

Total time: 0.0781