طريق مختصر إلى الموت ترسمه المخدرات لمتعاطيها، طريق يصعب على ذوى الإرادة الضعيفة الدوران للخلف والرجوع منه تفادياً الموت المحقق وهو الأمر الذي أثبتته التجارب وقضايا عديدة مليئة بالأحزان شهدتها أروقة المحاكم.
فقد أصدرت محكمة جنايات أبوظبي نهاية الأسبوع الماضي الحكم في قضية انتحار شاب في مقتبل العمر تحت تأثير مخدر الهيرويين الذي كان في طور العلاج من تعاطيه، فعلاج إدمان هذا المخدر هو الأكثر صعوبة، حيث يتمكن من جسم الإنسان بعد التعاطي الأول، والشفاء منه يصعب اكتماله، لأنه يتسبب وبسرعة بتلف في خلايا الدماغ لا يمكن اصلاحه.
وفي ذلك اليوم جاء الشاب إلى المنزل وطلب من والدته مبلغ 700 درهم لإصلاح سيارته، وألح عليها بسرعة تزويده بالمال قبل إغلاق الورشة، فأعطته المبلغ رغم اتفاقها مع والده على تخفيض ما يقدمانه إليه من أموال حتى لا يعود إلى التعاطي بعد ضبطه وإيداعه في مصح علاجي لفترة إلى أن خرج شريطة أن يواصل تناول الأدوية بانتظام.
جدال ومشاجرة
لم يتأخر الشاب في الخارج طويلا وعاد إلى المنزل ليطلب ألفي درهم من والدته ولما منعتها عنه ثار عليها وأخذ بالصياح حتى سمعه والده ودخل معه في جدال تطور إلى مشاجرة لم يحترم فيها الفتى مقام والده وأخذ يصيح في وجهه، فعرف الأب أن ابنه ليس في حالته الطبيعية وطلب الشرطة التي حضرت على الفور وألقت القبض على الابن.
وفي قسم الشرطة تم وضع الشاب في النظارة بينما كان الضابط يستجوب الوالدين، وفي تلك الأثناء سحب الشاب الحبل الموجود في حافة فراش النوم للمحافظة على تماسكه، وربط طرفه في قضبان نافذة السجن ثم وقف على كرسي ولف بسرعة الحبل حول رقبته، فانتبه إليه أحد النزلاء الذي كان ممداً على فراشه، وقام بسرعة محاولا انقاذه وهو يصرخ حتى استيقظ باقي النزلاء وجاء حراس السجن وتعاون الجميع في منع الشاب من القفز من فوق الكرسي والموت منتحراً.
تحقيقات النيابة
وفي تحقيقات النيابة أكد الشاب أنه لم يكن يريد الموت عندما لف الحبل حول رقبته وقال إنه لا يعرف لماذا فعل ذلك، ثم ادعى أن الحالة التي كان عليها أصابته بسبب الدواء الذي أعطاه إياه المصح العلاجي وتناوله لأنه لم يكن قد نام منذ ثلاثة أيام، ولكنه عاد واعترف بتعاطيه مخدر الهيرويين بعد أن واجهه المحقق بنتائج التحليل الطبي، كما اعترف بتعاطيه المخدرعن طريق الحقن وهو ما توافق مع أقوال والدته التي قالت إنها رأته وهو يأخذ الحقن الخاصة بالكلب من الثلاجة، من جهتها أدانته المحكمة بتهمتي تعاطي المخدرات ومحاولة الانتحار وحكمت عليه بالسجن أربع سنوات عن التهمة الأولى والحبس ثلاثة أشهر عن التهمة الثانية.
موت محقق
وفي قصة أخرى، تم إنقاذ شاب من موت محقق بعد حادث مروع كاد يودي بحياته، حيث انقلبت به السيارة عدة مرات حتى تداخل حديد هيكلها ببعضه، ولم يتمكن رجال الإنقاذ من إخراج السائق إلا بصعوبة شديدة، وبأخذ عينة من دمائه وتحليلها تبين وجود آثار لأنواع عديدة من المخدرات والمؤثرات العقلية، وأن هذه الكمية كادت لكثرتها أن تقضي على حياته قبل حصول الحادث، وأكد التقرير أن الشاب لا يمكن أن يكون بحالة يمكن معها أن يقود سيارة أو حتى تبين ملامح الطريق واعتبروا أن الحادث كان حتمياً نظراً إلى الحالة العقلية التي كان عليها نتيجة المخدرات.
وفي محكمة الجنايات صدر الحكم على الشاب الذي كان خرج للتو من المستشفى بالسجن 4 سنوات لإدانته بتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية وغرامة 20 ألف درهم للقيادة تحت تأثير المخدرات، و5 آلاف درهم للقيادة بتهور ووقف رخصة القيادة 3 أشهر.
وفي قضية أخرى، تسبب شاب زائر من إحدى الدول المجاورة بوفاة ابن عمه نتيجة حادث مروري حدث نتيجة القيادة تحت تأثير مخدر الحشيش، وكان الشاب أكد انه لم يتعاط الحشيش في حياته ولكنه شعر بالدوار نتيجة دخان سجائر الحشيش التي كان يدخنها أصدقاؤه الذين كانوا معه في نفس السيارة بينما كانت نوافذ السيارة مغلقة، وبالتالي اصطدم بالدوار وانقلبت السيارة عدة مرات وسقط ابن عمه منها مما أدى إلى وفاته على الفور، وفي المحكمة تنازلت أسرة المتوفى عن حقهم بدم والدهم، كما وجدت المحكمة أن محاكمة المتهم عن التعاطي ليس من اختصاصها باعتبار أن التعاطي تم خارج الدولة، وبالتالي أدانته فقط بتهمتي القيادة بتهور والقيادة تحت تأثير المخدر.