أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » دراسات وتقارير

ألربيع العربي : قراءات ليست لي لا تنتهي هنا

- عباس عواد موسى
ألربيع العربي : قراءات ليست لي لا تنتهي هنا
عباس عواد موسى
أسباب الربيع العربي كثيرة ومتعددة , وهي معروفة للأنظمة الفاسدة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط ومنها : ألحكم الدكتاتوري وما يصاحبه من قمع واضطهاد ووحشية واستعباد والإنتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان والرشى والفساد وما ينتج عن ذلك من فقر وبطالة طال حتى المتميزين والمثقفين والعلماء والخبراء وما إلى ذلك .
 
ألربيع العربي يتحول إلى شتاء إسلامي
ألربيع العربي : قراءات ليست لي لا تنتهي هنا
يرى كبار المحللين والمراقبين والمتابعين أن الديموقراطية المنشودة ما هي إلا وهم وخرافة تغلف بها الربيع العربي . ولذا فالأزمة السورية ستطول أكثر من المتوقع ويصعب التنبؤ بنتائجها لكنها ستكون كارثية على القوى الكبرى الآخذة في الإنحدار وستحول دون إكمال  الصعود للقوى الجديدة .
 
 
مرحلة الفوضى السياسية الثالثة 
ألحرب الباردة , ربيع براغ , سقوط جدار برلين الذي مهّد لانهيار حلف وارسو وتفكيك الدولة السوفييتية والتي انتهت بالحرب اليوغوسلافية وتفكيك فيدراليتها  والإنتفاضتين الفلسطينيتين والحرب العراقية الإيرانية وحربي الخليج وصعود النجم التركي وتداعيات الأزمة الإقتصادية على مجموع دول الشرق والبلقان وتتبع تأثيراتها على الشمال الإفريقي والشرق الأوسط وما أحدثته العولمة بكل مجرياتها يجب دراسته بدقة قبل التمعن في عنوان : ( ألربيع العربي ) .
ألربيع العربي : قراءات ليست لي لا تنتهي هنا
ومجمل القول , إن الإرهابيين المتدينين ( ألإسلاميين ) عبروا الحدود واختزلوا القارات منذ نهاية العقد الأول من القرن الجاري حتى جاءهم الربيع الذي انتظروه طيلة فترات الأحداث المشار إليها والذي لا يزال مستمراً حتى اللحظة وسيتواصل في المستقبل بتصاعد مضطرد .
وأما التغيرات الجيوسياسية الناشئة فلعل الفرس يلخصونها للعالم كما جاء في لغتهم : كأن تقتل الشخص وتدفن جثمانه وتزرع على قبره وردة تخفيه لتبدأ المشوار الآخر . والعارفون ببواطن الأمور ينظرون بإيجابية للذي يجري ويرغبون بتغيير هذه الأنظمة المستبدة الفاسدة ويستعجلون التغيير حتى لا يكون مؤلماً لكنهم يخشون من صعود الإسلاميين المتشددين فتغرق توقعاتهم في المياه الداكنة .
آراء إعلامية
فالإكونوميست البريطانية تصف العرب كالآخرين من الشعوب وقد يتخذون قرارات خاطئة . فالإسلام السياسي المرافق للربيع العربي يأتي في أشكال وصيغ متنوعة . وعلينا عض الأسنان ونحن نرحب بالتغيير ليقتنع العرب بإبعاد شبح التشدد والموافقة على المشاركة الدولية بصداقة الجميع .
فيما استبعدت مجلة فوربس المطلب الديموقراطي للربيع العربي . ويقول الخبير أليكسندر صربينوفيتش لقد شاهد العرب ديموقراطيتنا في الجزائر والعراق ومصر ويعلمون مدى كرهنا لدينهم الإسلام .
ألربيع العربي : قراءات ليست لي لا تنتهي هنا
ويرى أمريكيون أن الربيع العربي هو رد فعل عفوي على الدكتاتورية لكن آخرين ومع عدم معارضتهم للرأي نفسه إلا أنهم أفصحوا عن خشيتهم من نهاية هذه العفوية وإفرازاتها فالحاكم العربي الذي ظل يرحب بارتداء الحذاء الأمريكي على رأسه لن يكون هو نفسه الذي سيحل مكانه ولربما سيشترط الحاكم الجديد قبول الرأس الأمريكي بالحذاء العربي . وهؤلاء قلقون من أوضاع مصر واليمن والبحرين فالذي يجري في هذه البلدان لم يعد شأناً داخلياً . فإيران ترى في البحرين محافظة داخلية تتبعها وتتدخل في مصر واليمن . والشعب المصري يرغب في دعم حماس ويكره السلطة الفلسطينية رديف نظام المخلوع حسني والعسكر السيسسيين كما يرى تيوفيل بلاجيفسكي ويضيف وقد ينتج هذا الربيع دكتاتوريات جديدة يختزل كل نظام بشخص واحد ولا صوت غير صوته ليخدع العالم بسلطته التابعة للقوى الكبرى .
ألمحللون متعبون . فالناتو ومنذ عام 1989 لم يكمل استيعاب الشرق المفكك وتطارده المعضلات جراء ذلك وأصبح على وشك الهاوية وتحليل القادم من الغيبيات المحرمة .
 
نظرات تاريخية
ما جرى في تونس , مصر , ليبيا , أليمن لا يزال حاضراً وأعيننا على الجزائر , المغرب , ألأردن , ألبحرين وعمان وسط هزات خليجية قد تحدث جراء حكم السيسي الهزيل والذي بات يهدد المنطقة والعالم حسب رؤية المحلل الألباني رمضان رمضاني  .
ألربيع العربي : قراءات ليست لي لا تنتهي هنا
سلوك الفيل في بقالة الخزف
جملة أوردها المحلل إفيتسا بوتسيفسكي في مقالته ( ألعودة إلى الحبر والورقة ) والتي يقول فيها : عامان على الربيع العربي , كانا كافيين لنا لنكتشف أولاً رموز المقاومة  إدوارد سنودِن , جوليان أسانغ , برادلي مانينغ . وثانياً , ألأزمتان الإقتصادية والصحفية الخانقتان وليس أدل على ذلك مما وقع من الحكومة البريطانية مع الغارديان واعتقالها للبرازيلي ديفيد ميراندا شريك غلين غرينوالد الصحفي في الجريدة وما فعله عسكر مصر من تكميم للأفواه رافق انقلابهم وهم يتحدثون عن الديموقراطية . وثالثاً وهو المهم ويتعلق بردة فعل الدولة على مطلب المواطنين بتحقيق إصلاحات جوهرية في الأجهزة الأمنية .
فلنعد إلى الحبر والورقة وحمام الزاجل بين الأوقات لنحقق الديموقراطية التي نصبو إليها جميعا ....
 
ألربيع العربي جزء من الحروب الدينية
ألربيع العربي : قراءات ليست لي لا تنتهي هنا
ألأوراق التي لا يسقطها الخريف حتماً يسقطها الشتاء . لقد سقطت الأقنعة وبقيت الأنظمة بجذورها المبعثرة وهي تحاول نشر الفوضى على الأرض لا في باطنها كي تتمكن ثانية من النهوض . وليست صحيفة فورين بوليسي الوحيدة التي وصفت بذلك حال شمال إفريقيا والشرق الأوسط  حيث أصبحت مدرسة رابعة العدوية الأقوى في التعليم وأضحت الأبواب عصية على مفاتيح الثورة السورية الملتهبة  . وهكذا وضع , لا يخدم إلا الجذر الإسلامي كما يقول المراقب والصحفي الصربي المعروف بوشكو ياكشيتش والعنوان له كذلك .
ألفوضى السياسية والوجه الإسلامي للثورة
تونس وليبيا واليمن تعاني صعوبات جمة حالياً حسب وسائل الإعلام . ومصر سيؤخر الإنقلاب العسكري استقرارها وربما لن يحدث وسوريا غارقة في الشلالات الدموية . والخبراء العارفون في السياسة الدولية والديموقراطية وحقوق الإنسان يؤكدون إن العالم الرافض للإسلام وأهله عاجز عن حسم الوضع الذي كان يسيراً إليه طيلة تسعة عقود خلت بسبب ما يتعرض له من مخاطر جسيمة وأبرزها الإنهيار الإقتصادي لبلدانه وتداعيات ذلك على جيوشه وأمنه وأيضاً بسبب النزعات الإنفصالية التي أخذت تنتشر في جغرافيّات بلدانه .
ألعامل الإسلامي ملازم للربيع العربي ومن يقل بغير ذلك فإنما يجهل الحقيقة . فقد كتب بوشكو ياكشيتش في زاويته بصحيفة بوليتيكا البلغراديّة إن عداء الأنظمة للإسلام جعله خلفية هذا الربيع ونهض بأهله في المجريات ليصل بهم إلى مراكز الحكم . وأشار إلى قوتهم في تونس والمغرب ومصر والأردن وقطر واليمن والكويت بتفاوت راديكاليتهم بحسبه .
وقد رفض البروفيسور ستويان كوزيف استنتاجات البعض من أن الإسلاميين مصدر قلق بسبب مهاجمة الكنائس وقال كوزيف المحاضر في الجامعة الأوروبية وعضو مجلس الدفاع العسكري بجمهورية مقدونيا لقد تتبعنا مطاردتهم من قبل الجميع في أفغانستان والشيشان وطاجاكستان وصولاً إلى الفلبين والبلدان العربية وقام بعضنا بمهاجمة مساجدهم ولم تحدث لديهم ردة فعل لمهاجمة كنائسنا . وحتى الذين ذهبوا من بلداننا للقتال في سوريا عرفنا عنهم أنهم هاجموا سفارات ولم يعتدوا على متعبدين وكنائس لكننا نعلم أن الأنظمة الدكتاتورية العربية هي التي تعتدي على المساجد فهي المسؤولة عن الإعتداءات على الكنائس لتستقوي بنا كي تظل قائمة بعد أن أخذت تحس بضجرنا منها . ومع أني أؤكد أن الراديكاليين الإسلاميين يعتبرون الربيع العربي أولى انطلاقتهم نحو محاربة الكفار بجدية .
ألربيع العربي : قراءات ليست لي لا تنتهي هنا
جيل القاعدة الثالث
يرى بروس ريدل المحلل السابق للسي آي إيه أننا نشاهد ولادة الجيل الثالث لتنظيم القاعدة , مدرب ومسلح بشكل أفضل ونجح في مليء الفراغ في الدول التي تشهد ثورات . وأوضح أن جيل الإرهاب الأول نفذ هجمات الحادي عشر من أيلول والجيل الثاني نشأ بعد سقوط نظام طالبان وانتهى بمقتل الشيخ أسامة بن لادن والثالث وهو الجيل الأخطر الذي يستغل الربيع العربي فعمل على تمكين معاقل جديدة له في الشرق الليبي وشمال مالي وشبه جزيرة سيناء .
مصر ... ثلاثة سيناريوهات سيئة
تسفيتين تشيليمانوف يقول إن الخبراء في واشنطن وضعوا أمام صانعي القرار ثلاثة سيناريوهات لمستقبل مصر عقب الإنقلاب العسكري . أولها نشوء خلايا متطرفة من داخل الجسم الإخواني ستجد طريقها إلى القاعدة التي برهنت لهم دقة تحليلها وتشخيصها فقد رفض زعيمها السابق الشيخ أسامة بن لادن تغيير أي نظام عربي للإمساك بالحكم عن طريق الإنقلاب رغم توفر ذلك له وفضل الإنتقال من السودان والعودة ثانية لأفغانستان لمواصلة خلخلة ميزان القوى الدولي بما يمهد لتغيير خارطة العالم العربي وبمد إسلامي عالمي وما يجري حالياً يعتبر شاهداً على نجاح تجربته . وثانيها وهو أن يقتنع الإخوان المسلمون بالتغيير البطيء ويسلكوا طريق أوردوغان فما جرى في مصر سبق وأن جرى مع الزعيم الراحل نجم الدين أربكان والسيناريو الثالث وهو سيناء التي باتت في قبضة القاعدة ويأتيها المدد عبر الحدود الليبية والظواهري يستعجل الحرب مع إسرائيل التي لن تدع مجالاً لهروب الحكام العرب الموالين . وتشيليمانوف يرجح وقوع السيناريو الثالث  , ويؤكد تضرر الأقباط من الربيع العربي فقد ارتفع عددهم من ثلاثة آلاف في واشنطن وضواحيها إلى أربعة آلاف وخمسمائة شخص عقب الربيع العربي وهو مرشح للإزدياد حالياً بعد انقلاب السيسي العسكري . لكن آخرون أضافوا إن يساراً على غرار مجاهدي خلق يتخذ من الإسلام معتقداً ومن الماركسية خطة إقتصادية قد ينشأ ويتسع وهو غير وارد حسب المعطيات لكن طرحه يشير إلى أن السي آي إيه قد تعكف على إخراجه كوسيلة جديدة لمحاربة الإسلام .
ألمراقب تشيليمانوف يقول إن كلاً من هذه السيناريوهات يؤثر ويتأثر بمجريات الوضع على الأرض في سوريا فللثورة السورية الكلمة الفصل في النهاية حول مستقبل المنطقة . لأنها مسلحة وفصائلها لا تعتمد على قائد معين فقد اعتادت على سرعة التغيير حتى في أوقات الحرب وهي بارعة في مخادعة العدو والإيقاع به مستمدة خبرة من أفغانستان البعيدة والعراق المجاور . 
ألربيع العربي : قراءات ليست لي لا تنتهي هنا
من مقالة المسيرة المظفرة
 
من قرأ منكم مخطوطات أوبرا عايدة , يعرف بأن مصير السيسي سيكون نفس مصير قائد الجيش المصري الذي عشق الحبشية عايدة وحاول الفرار معها حيث حكم فرعون عليه بالإعدام . ولكن القاضي الذي سيحكم بإعدام السيسي هو الشعب المصري الذي لا تزال ساحات بلاده تشهد غليانه متمسكاً بالشرعية .
ألبروفيسور ديميتار ميرتشيف ( أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأوروبية )
 
ألربيع العربي : قراءات ليست لي لا تنتهي هنا
ألإدارة المهزومة للإمبراطورية الجريحة
ألصحفية المقدونية : ميركا فيلينوفسكا
( رغم محاولاتها الدؤوبة لتبرئة النظام القمعي السوري من استخدام السلاح الكيماوي المثبت تورطه فيه , بل وعدائها لتركيا الأوردوغانية إلا أنني ارتأيت بعضاً مما دونته للفائدة ).
أحيت ليلة ضمير البرلمان البريطاني وأنعشت الذاكرة بتساؤلهم وهم يناقشون طلب المشاركة في الحرب على سوريا : لم لم يتدخل الرئيس الأمريكي ضد إسرائيل وقد استخدمت الفسفور الأبيض في عدوانيها على قطاع غزة 2005 و 2007 ؟
ونحن ننتظر حرب أوباما على النظام السوري
ألربيع العربي : قراءات ليست لي لا تنتهي هنا
علينا أن نتذكر والمعمورة بأكملها تنتظر مغامرة الرئيس الأمريكي في حربه القادمة - سوريا - ما أدلى به نعوم تشومسكي وقد تحققت نبوءته : ( سيأتي اليوم الذي تتوحد فيه أنظمة القوة لينشرها كلٌّ على طريقته ) . فالولايات المتحدة دخلت حروباً خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة بنفس السيناريو . بمعنى , لم يتغير شيء في الخطط الرئيسية لكل الحروب التي خاضتها بعد الحرب العالمية الثانية , سياسة وسياسيون , مصالح إقتصادية , لوجستيات , مغامرات , إعلام وأما عامل المفاجأة فهو المليارات الذي يفهمه الجميع حتى البسطاء .
دعاية مهزومة
إنتهت حرب باراك أوباما , ديفيد كاميرون وفرنسوا أولاند قبل أن تبدأ . ففترة الإستعداد أفقدتهم كل شيء . والمرتزقة فقدوا قيمتهم وقيمة أقلامهم بعد أن أضحت لعبة المحافظين ومناوئوهم الأحرار في بريطانيا مفضوحة تماماً للعيان . مما حدا بالشعوب وليس البريطاني لوحده أن يدحضوا أخلاقيات قياداتهم التي وصفت النظام السوري بالدكتاتور والوحشي في حين صبّت كل وحشيتها على العراق وليبيا وقبلهما يوغوسلافيا . فأوباما لا يحظى بتأييد سوى 9% وكاميرون 11% وأحسنهم حالاً أولاند بنسبة 37 % وهي نسبة لا تخول السياسي الحكيم أن يقدم مشاركاً في غزوة أو معركة . وفي بريطانيا تلقى رئيس الوزراء شر هزيمة من الأحزاب الأخرى حتى المشارك منها في حكومته والجميع يتذكر طوني بلير الذي تطارده صفة الكذاب والمخادع بسبب حرب العراق وستظل تلازمه وللأبد  .
أليوم , نجد ملايين البشر تنهال لتقرأ ما دونه الروائي جورج أورويل الذي قال إن لغة السياسة مصطنعة لتجعل الأكاذيب وكأنها حقائق ولتمنح إطاراً تضامنياً للرياح والضباب ولكي يُحترم القتل .
ثقافة التضليل
ألربيع العربي : قراءات ليست لي لا تنتهي هنا
وإلى جاني هؤلاء السياسيين فإن الإعلام المرافق المصفق للحملة هو الخاسر أيضاً . فكما أنهم ليسوا بأخلاقيين كما عرفناهم فها نحن نتابع أكاذيب إعلامييهم . وها نحن كذلك نشهد ولادة كلمات ومصطلحات جديدة لنشر ثقافة التضليل . وأصبح الوضع لا يطاق , فمنذ متى أصبح الإعلاميون بوقاً لأجهزة الأمن ؟ 
إسرائيل متهمة باستخدام السلاح الكيماوي وليس صعب أن تستخدمه في سوريا كما قيل أنه استخدم في نيسان ويوم الثالث  عشر من حزيران الماضي وقبل ذلك تم استخدامه يوم الثاني عشر من تموز في العام المنصرم .ويوم الرابع من ديسيمبر استخدم في داريا وفي الثالث والعشرين من نفس الشهر تم استخدامه في حلفايا . ولم نجد لهم تحركاً عندما كنا نسمع عن صدام حسين وقد استخدم مثل هذه الأسلحة إبان الحرب العراقية الإيرانية . ويجب أن لا ننسى أن ثلاثة ملايين فيتنامي هم ضحايا السموم الملونة وقنابل النابالم , هذه القنابل التي ألقت بها الطائرات الأمريكية والبريطانية على المقدون في الداخل اليوناني طيلة 78 يوماً بعدها أخت علامات اليورانيوم المخضب بالظهور .
سرعة الوعد السهل 
وهكذا , فإننا نلاحظ أيدٍ خفية تحرك الجانب الآخر من الإعلام الغير مجند لصالح الطرف الداعي للعملية العسكرية في سوريا . ولم نجد صحيفة ولا تلفازاً في أوروبا يحاور سفراء بلدان الشرق الأوسط المتأزمة , ولكننا نجد تجييشاً إعلامياً ضد النظام وسكوت مؤقت حول التنظيمات الجهادية المصنفة إرهابياً يخفي وراءه ما يخفيه .
سياسيو التجييش ينادون للسلام ويشعلون نار الفتن . والولايات المتحدة ذات ال53 قاعدة عسكرية تحتل إفريقيا بها بل وأوروبا ها , قد لاح انهيارها . لاح , وهي تقتل مستخدمة طائرات بلا طيار وباسم الديموقراطية بدأت اجتياحها للعراق ولن ينتهي في سوريا . وما كانت تستخدمه في الماضي لم يعد يناسب الحاضر . وكسرها للقوانين الدولية بات أمراً إعتيادياً في كل مهماتها .
ألربيع العربي : قراءات ليست لي لا تنتهي هنا
لكن المهم أيضاً هو أن نعلم بأن المنتفعين من سياسيي أمريكا هم الخطر الأشد عليها وهم يدمرونها من الداخل فعلياً وبسرعة . والتاريخ يشهد على سقوط الإمبراطوريات جراء فساد من يتسلقون لقيادتها . ولكل زمان عازفيه , واليوم يعزفه أسانغ وسنودين . وحاكمٌ لم يتمكن من منع راعٍ أن يعزف وينشد (( أذنا ماعز للإمبراطور ترايان )) .
إيران التي تخشى ربيع القاعدة
سعيد محمدي , ألسفير الإيراني في مقدونيا , سبق تلميذه وليد المعلم في تحذير العالم بأن ضرب النظام السوري سيؤدي إلى ازدياد قوة القاعدة في المنطقة . وقال في حوار أجرته معه صحيفة نوفا مقدونيا إن هنالك مجموعات تمتلك القدرة على اقتناص فرص النفوذ التي تصنعها النزاعات والصراعات الدموية .
محمدي استهجن تغطية الولايات المتحدة على نظام صدام حسين الذي استخدم السلاح الكيميائي ضد الشرق الإيراني لمدة عقود وقال إن بلاده تمتلك حق مقاضاة أمريكا فيما اكتشفت استخدام النظام السوري لهذا السلاح فوراً .
للتذكرة فقط , ألمجموعات الجهادية تقف ضد الضربة الأمريكية المتعثرة أصلاً لأنها تعتبرها ضدها وفي ذات الوقت توعدت النظام وحلفائه والأمريكيين .
ألربيع العربي : قراءات ليست لي لا تنتهي هنا
 
 
 
 
 
 
 
 
المصدر : عباس عواد موسى

Total time: 0.0622