كتب محمد نعمان، قريب الشهيد عبد الفتاح شايف نعمان الطبيب اليمني الذي قتل في سوريا، أثناء ما كان يقوم بواجبه الإنساني في علاج الجرحى السورييون مطلع هذا الاسبوع.
حيث اوضح محمد نعمان ان الشهيد عبدالفتاح نعمان شارك بعمله الانساني في غزة ومصر وفيما يلي نص ما كتبه:
كان دائما ما يقول أن الدنيا أقصر وأصغر من أن نلتفت إليها .. وكان يتحدث عن الحياة الأخرى كأنه جاء منها وليس ذاهبا إليها .. في الصورة التي وصلتني قبل قليل من أحد الأخوة الذين أشرفوا على دفنه بسوريا أرى في ابتسامته أنه وجد ضالته ..
قابلته آخر مرة في رابعة العدوية في رمضان .. كان معتكفاً هناك .. أوصلته بعدها إلى مطار القاهرة متوجهاً إلى تركيا، أخبرني أن لديه مبلغا من المال يريد إيصاله إلى سوريا لشراء بعض الأدوية والمستلزمات لأحد المشافي الميدانية ..
لم يكن يؤمن بالحدود التي تفصل بين المسلمين كثيرا .. كان يتنقل بين غزة ومصر واليمن وسوريا .. يرى من واجبنا جميعا أن نقف مع إخواننا المسلمين أينما كانوا ..
كان يحول أكثر من نصف راتبه لمساعدة المحتاجين من أقاربه .. ولذلك لم يتمكن حتى من قضاء بعض الديون التي بقيت عليه .. وكان من عاجل بشراه أن أحد الخيرين تكفل بكل ديونه .. لكنه لم يجد أحداً يقبل بها .. فقد تنازلوا جميعا ..
الوالد الدكتور عبد الفتاح شايف نعمان، هو من مواليد تعز 1949 نشأ فيها ثم سافر للقاهرة في ستينيات القرن الماضي ليدرس في الأزهر، وتزوج من بنت أخت الشهيد سيد قطب، كان يعمل أستاذا في كلية الشريعة والقانون بجامعة صنعاء، وذهب فترة للعمل في دولة الإمارات في جامعة عجمان ثم قدم استقالته منها ليشارك في علاج الجرحى بأحد مشافي غزة أبان العدوان الصهيوني في 2009 ..
كانت غايته واضحة .. وهدفه نبيل .. وخطواته ثابته لا تتزعزع .. اسأل الله أن يقبله في الشهداء .. وأن يجعله شفيعنا جميعا يوم القيامة .. والله ولي ذلك والقادر عليه،،