تتميز آراء ومواقف البرلماني الكويتي السابق ناصر الدويلة بالصراحة والجرأة، وهو الأمر الذي يعرضه في كثير من الأحيان للهجوم ممن لايروق لهم سماع تحذيراته، خاصة وأنها تأتي من رجل كويتي من أبناء الخليج العربي المعرض هذه الأيام للكثير من المخاطر.
فالبرلماني المستقل يعبر دوما عن خيبة أمله من مواقف الليبراليين والعلمانيين العرب مما جرى في مصر، ويصر على وصف الحكام الجدد هناك بالانقلابيين والمجرمين.
وفي هذا الحديث الخاص لـ"عربي21" يرى الدويلة بأن مجلس التعاون قد انهار تماما، لأن فكرة المجلس بحسب رأيه قائمة بالأصل على التعاون وليس الإملاء كما تريده بعض الدول الخليجية، ويرى أن الموقف الخليجي إزاء دعم الانقلاب في مصر يتسم بالتطرف ويبتعد عن الاتزان، ويعبر في هذا الشأن عن قلقه إزاء الوضع الخطير جدا في الخليج بحسب وصفه، ويرى أنه مفتوح على كل الاحتمالات.
ويعتبر البرلماني الكويتي السابق في هذا الحديث الصحفي وجود قوات مصرية في الإمارات مؤشرا غير مريح، خاصة أنه يتزامن مع الأزمة الكبيرة في الخليج و ترنح الانقلاب بمصر و تبادل الجيش المصري للزيارات مع الجيش الإسرائيلي.
تشدد الموقف السعودي
وفي محاولة لتفسير الموقف السعودي الحالي من الأزمة في مصر ومن عموم دول الربيع، يعتقد الدويلة أن هذا الموقف ينسجم مع التوجهات الليبرالية التي أعلن وزير الخارجية السعودي ذاته عن تبنيها، ويشير البرلماني الكويتي إلى تصريحات سابقة للأمير سعود الفيصل أدلى بها لصحيفة نيويورك تايمز، عبر حينها عن اعتقاده أن الدولة الدينية لم تعد موجودة، وأن الرياض تتبنى فصل الدين عن الدولة، ولذا بحسب رأي الدويلة فإنها تتمسك بالليبرالية وتحارب تجارب تيارات الإسلام السياسي أينما وجدت، وبدى هذا واضحا بحسب الدويلة في حرب الرياض على نتائج الديمقراطية التي أتت بالإسلاميين لسدة الحكم في معظم دول الربيع العربي، ويضيف أن السعودية وفي سبيل حربها هذه على التيارات الدينية دعمت إلغاء العملية الديمقراطية في مصر ومعظم دول الربيع، ويبرز هنا التعارض بين الليبرالية التي تقول إنها تتبناها والتي تعني الحرية والقبول بنتائج صناديق الاقتراع وبين العداء لنتائج هذه الحرية وهي وصول الإسلاميين للحكم.
ووصف الدويلة حال المملكة بأنها تعيش حالة من الانفصام بين وجود المؤسسة الدينية التاريخي فيها وبين مواقف ممثلي سياستها الخارجية.
الخلافات الخليجية ومجلس التعاون
ويرى ناصر الدويلة أن مجلس التعاون الخليجي انهار وبات غير موجود حاليا، فالمجلس كما يقول قام بالأساس على فكرة التعاون وعدم التدخل في شؤون البلاد الخارجية، لكن التدخل السافر من قبل الدول الخليجية الداعمة للانقلاب في مصر بحسب تعبيره، وتعطيل إرادة الشعوب وبشكل سافر غير عادي، فجر الخلاف بين دوله.
ويضيف أن الخلاف السياسي شيء ودعم انقلاب بهذا الشكل الدموي في بلد كبير كمصر شيء آخر، ويؤكد الدويلة أن موضوع مصر هو الذي فجر الخلاف في البيت الخليجي لأن التدخل هناك والإجرام بحق الشعب المصري قضى على باكورة الديمقراطية في قلب العروبة النابض.
انقلاب مصر يترنح
ويرى الدويلة أن الانقلاب في مصر يترنح، ويستدل على ذلك بحالة الغضب العارمة المتواصلة وبأن الدولة تسقط هناك بسبب رفض الشارع المصري للنظام المستبد القائم حاليا، وبحسب رأيه فإن هذا واضح جدا في الإضرابات العمالية والمظاهرات وتعطل الحياة في مصر، وان استمرت الأمور على هذه الشاكلة ستنتهي الدولة وتنهار تماما.
الموقف الكويتي من الأزمة الخليجية
ويوضح البرلماني الكويتي موقف بلاده، خاصة أنها تعرضت مؤخرا لهجوم من قبل الإعلام المصري الذي هددها وتوعدها في حالة عدم إسراعها في دعم نظام السيسي. ويوضح الدويلة أن موقف الكويت هو عدم التدخل في إرادة الشعوب على عكس الموقف السعودي الذي سعى ودعم تعطيل هذه الإرادة، ويوضح أن بلاده قامت بوساطة لحل الأزمة الخليجية لكن يبدو أن مصير هذه الوساطة غير واضح حتى هذه اللحظة، لأن الكويت أبدت استعدادها للعب دور الوسيط لكنها لم تتلق أي إجابة حتى الآن على هذه المبادرة.
إيران المستفيد الأكبر مما يجري
ينهي الدويلة حديثه الخاص هذا لـ"عربي21" بالتعبير عن الأسف أن المستفيد الأكبر من هذه الخلافات الخليجية هي إيران، فالحرب التي تشنها السعودية على تيارات الإسلام السياسي ونتائج الديمقراطية تستفيد منها طهران التي يعتبر سلوكها مريبا ومقلقا.
وحول طبيعة الدور الإيراني في المنطقة يقول عضو البرلمان الكويتي السابق إن إيران بلد موجود في المنطقة وله دور كبير فيها، لكنه دأب على التدخل في شؤون دول المنطقة وتأسيس منظمات إرهابية و دعم ميليشيات خطيرة، لذلك بحسب رؤيته فإنه يتوجس من سلوكها وسياستها، ولا شك -بحسب وصفه- أنها مسرورة جدا بالخلافات الخليجية.