أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

ماذا كتبت الصحف الإيرانية عن التمرد الحوثي ( تقرير )

- متابعات

 

 

 

كتب ديفيد هيرست في مقدمة مقاله عن الشأن اليمني في "ذي هافنغتون بوست"، : "توجد هناك عند نقاط تقاطع الطرق مع خطوط السكة الحديد في فرنسا، يافطة موجهة لأولئك الذين يعتبرون أنفسهم يقظين مكتوب عليها: "يمكن لقطار أن يخفي وراءه قطاراً آخر". وكان قد أخذ منها الكاتب استنتاجه، بينما نحن نأتي باستنتاج آخر حيث ينبغي لمثل هذا التنبيه الجيد أن ترفع به يافطات، يكتب فيها: "يمكن لتدخل إيران في اليمن أن يخفي وراءه تدخلاً آخر". لذلك تتراءى الأمور أن ثمة تدخلا آخر تنتظره طهران. فيا ترى من يكون البلد العربي التالي؟

 

إذن في هذه الحلقة نسلط الضوء على الزحف الحوثي المتلبس بالعباءة الإيرانية , فالمتابع والراصد للحراك الإيراني وطموحات التوسع في المنطقة يجد ذلك يظهر جليا على الصحافة الإيرانية الرسمية وغيرها والتي تؤكد تلك المطامع اعتمادهم على الحوثيين في اليمن، حيث وصفوا على لسان أحد مراجع الشيعة في قم " أنهم سيكونون الطوق الذي يسعون من خلاله إلى الامتداد والسيطرة على كل المنطقة."

 

عقب التمرد الأخير للحوثيين في اليمن ظهرت مجموعة من الصحف الإيرانية اهتمامها بشكل واسع بشأن اليمني ,وقامت بتعزيز الإستراتيجية الإعلامية الإيرانية معتمدة على ما يلي:

 

- التسويق والتبرير للسياسة الإيرانية ومعها الترويج للحوثيين.

 

- استهداف القوى التي يعتقد الحوثيون والإيرانيون أنها تشكل عوائق للمشروع الإيراني، والمشروع الحوثي.

 

وكان الهدف من هذا الخطاب الإعلامي، أولا: تحريف مسار الثورة الشعبية في اليمن , ثم إسقاط المبادرة الخليجية , وأخيراً إسقاط النظام "نظام ما بعد توقيع المبادرة".

 

وبدأت تبرز ملامح التصعيد والتدخل الإعلامي والصحفي الإيراني في المشهد اليمني الأخير، ووفقا لوكالة فارس الإيرانية حذر خطيب الجمعة في طهران خاتمي الحكومة اليمنية من المساس بجماعة الحوثيين التي تصعد عملها في العاصمة صنعاء ومداخلها، مشيرا إلى أن الرئيس عبدربه منصور هادي تم التواطؤ معه ,وتم اختياره من قبل أمريكا. ودافع خاتمي في خطبته، بشكل يثير الاستفسار، عن جماعة الحوثيين المسلحة , وادّعى بأن تظاهراتهم «سلمية كاملة»، موجهاً خطاباً يحتوي على التحذير والتهديد لحكومة الوفاق الوطني.

 

وفي نفس السياق تفاخر ممثل مدينة طهران في البرلمان الإيراني علي رضا زاكاني، وهو من المقربين من المرشد علي خامنئي، بأن إيران باتت الآن تتحكم بأربع عواصم عربية: بغداد، دمشق، بيروت وصنعاء، قائلاً: "ثلاث عواصم عربية أصبحت اليوم بيد إيران، وتابعة للثورة الإيرانية الإسلامية"، مشيرا إلى أن صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التي في طريقها للالتحاق بالثورة الإيرانية.

 

وأعتبر زاكاني الثورة اليمنية امتداداً طبيعياً للثورة الإيرانية، وأضاف: "بالتأكيد فإن الثورة اليمنية لن تقتصر على اليمن وحدها، وسوف تمتد بعد نجاحها إلى داخل الأراضي السعودية، وإن الحدود اليمنية السعودية الواسعة سوف تساعد في تسريع وصولها إلى العمق السعودي".

 

 

وفي ترجمة لحالة التمرد الحوثي التي برزتها الصحافة الإيرانية، وصفت صحيفة "كيهان" الإيرانية، التمرد الحوثي بالثورة اليمنية السلمية وذكرت إنها قد تتحول قريبا إلى حسم عسكري مسلح، مشيرة إلى أن المنطقة بدأت تسجل تاريخها من جديد بين الأمم منذ اندلاع ثورات الربيع العربي التي سمتها كيهان بالصحوة الإسلامية.

 

وتابعت صحيفة المرشد، اتهامها المستمر للحكومة اليمنية ووصفتها بالفساد وبعدم التحرك "لتصحيح أخطائها من خلال التشاور مع الحوثيين"، بحسب تعبيرها . وفي تدخل جديد يعزز من التأكيد على ارتباط جماعة الحوثي المسلحة بالمشروع الإيراني الفارسي التوسعي في المنطقة. دعا نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري الولايات المتحدة وحلفاءها إلى الالتفات إلى مطالب المتظاهرين الحوثيين. و نقلت العديد من الصحافة الإيرانية هذا الخبر. وأضاف أن " الشعب اليمني لا يسمح للأجانب، من ضمنهم الأمريكيون والرجعيون العرب، بالتدخل في الشؤون الداخلية لبلادهم".

 

وفي الحديث عن الإخوان المسلمين في اليمن اعترفت صحيفة "طلاعات" الإيرانية الرسمية منذ عدة أيام ،بفشل ثورة حلفائها الحوثيين في اليمن ، متهمة حزب الإصلاح اليمني بأنه وراء فشل جهود الحوثيين بإسقاط الحكومة اليمينة. وقالت: إن الإخوان المسلمين المتمثلين بحزب الإصلاح هم أكبر عقبة أمام نجاح ما وصفته بـ"ثورة الحوثي الإسلامية" في اليمن.

 

وحول تقدم جماعة الحوثي وسيطرتهم على مداخل العاصمة اليمنية صنعاء قالت الصحيفة إن "أنصار الله ومناصري الثورة الإسلامية بقيادة زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي تقدموا ميدانياً في الأيام الأخيرة ، ولكن الحشود الكبيرة للإخوان المسلمين في صنعاء تعتبر العائق الأهم والأكبر الذي يواجه الحوثيين ومناصريهم لإسقاط الحكومة" على حد قولها.

 

ومن جهة اخرى عكست حالة القلق الإيرانية مما يجري في اليمن في تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري فى عدة صحف إيرانية رسمية وشبه رسمية والتي أشار فيها إلى أن إيران على استعداد للدخول في حرب شاملة مع الدول العربية التي وصفها بأنها معادية للثورة الاسلامية الإيرانية، وهي التدخلات التي أشار اليها مجلس الأمن الدولي عندما دعا جميع الدول إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن وإثارة النزاعات وعدم الاستقرار.

 

وترى شبكة تابناك الإخبارية الهدوء الحذر التي يسود العاصمة عبارة عن السكون الذي يسبق العاصفة. و من جهتها اعتبرت الشبكة عبد الملك الحوثي، ملك اليمن غير المتوج حسب وصفها. وأضافت أن هناك مستشارين من العيار الثقيل فكريا وسياسيا يحيطون بالحوثي، ويقدمون له استشارات .

 

ركزت جريدة "كيهان العربي" على استجواب لنائب كويتي بعد تغريدات يربط فيها "انتصار" الحوثيين بالمعارضة البحرينية.وكان عبدالحميد دشتي (الموالي لإيران في مجلس الامة الكويتي) قد غرد عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء قبل أيام. وقام بـ"سب وقذف حكام وحكومة البحرين وتوجيه السب والشتائم لوزير خارجية مملكة البحرين الشيخ خالد الخليفة، قائلا إن الشعب البحريني "سينتصر ويرحل الغزاة" وتوجه بـ"التهنئة إلى اليمنيين على ما وصفه بـ"الانتصار".

 

فيما قالت صحيفة "سياست روز" : ان "الثورة الحوثية قد اثبت أن جذوة الصحوة الإسلامية لم تنطفئ وستستمر في تنوير الطريق أمام الشعوب الإسلامية".

 

وعنونت صحيفة "جوان" مقالها تحت عنوان "تحركات سلحفاتية" مقابل الثورة اليمنية، وقالت: "مع أن التوقيع على اتفاقية السلام والشراكة الوطنية قد أوجد أجواء مفعمة بالأمل في اليمن لإعادة الثورة إلى مسارها الحقيقي، إلا أنه وفي المقابل برزت تحركات سلحفاتية خفية من قبل الأوساط العربية والغربية لمصادرة الثورة. وقد لاحت بوادرها من تصريحات الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي أشار بعد يومين من توقيع الاتفاقية إلى أن البلد يواجه خطر حرب أهلية .

 

ونشرت صحيفة "كيهان العربي" المتطرفة عنوانها: "اليمن السعيد وإحياء مجده المندثر" حيث قالت :إن هذا التحول التاريخي... لا يعجب الكثيرين ويزعجهم بشدة لأنهم أقصوا من هذا المشهد ,وقد يلجؤون إلى التكفيريين والإرهابيين كما فعلوا في سوريا والعراق لافشال هذه المسيرة الوطنية. وأضافت أن إيران التي تمتاز بعلاقات مميزة وفريدة وتاريخية مع اليمن، لم ولن تبخل يوما بأي جهد لدعم هذا البلد واستقراره وتقدمه من خلال تعزيز العلاقات وتعميقها في كل المجالات.

 

وأخذت صحيفة "حمايت" منهجاً سياسياً ماكرا في التعامل مع التمرد الحوثي, ونشرت مقالاً تحت عنوان "ماذا يحصل في اليمن؟" وقالت: مع أن الماكينة الإعلامية الغربية تسعى للترويج إلى أن الحراك في اليمن والتجمعات الشعبية في العاصمة صنعاء خاصة بالحوثيين ,ويتمحور حول القضايا الاقتصادية، إلا أنه ومن خلال ملاحظة سريعة لتركيبة المشاركين في الحراك والتجمعات تبرز حقائق كبرى. فالمتظاهرون ليسوا فقط من الحوثيين الشيعة، بل هم من كافة الطوائف. وأوضحت الصحيفة: "في ضوء هذه المعطيات تبرز حقيقة كبرى وهي أن الحراك الشعبي الأخير هو استمرار للصحوة الإسلامية التي بدأت عام ۲۰۱۱ في اليمن. وبمؤازاة الصحوة الإسلامية التي برزت من جديد في اليمن والبحرين .

 

وفي نهاية المطاف وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني الأحداث الأخيرة في اليمن بأنها "شجاعة و كبيرة" واعتبرها جزءاً من "النصر المؤزر والباهر» الذي تدعمه إيران. وقد أثارت مثل هذه التوصيفات الإيرانية للأحداث في اليمن اعتراض الحكومة في هذا البلد عدة مرات. وتعتبر هذه التصريحات تأكيداً رسمياً من أعلى موقع حكومي إيراني على الدعم الإيراني للتمرد الحوثي.

 

كما يكشف هذا التقرير الموقف الرسمي للنظام الإيراني العدائي تجاه اليمن والمنطقة وبتلقائية إعلامية فاضحة .

 

المصدر : المثقف الجديد

Total time: 0.0451