أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » على السريع

140 ألف دولار ينفق على يوم القيامة

- صباح الذيباني

ذكرت صحيفة "دايلي نيوز" الصادرة في نيويوررك ان الأمريكي روبرت فيتسباتريك أنفق 140 ألف دولار على حملات إعلامية تحذر من اقتراب نهاية العالم، الذي يؤمن الرجل بأنه سيتحقق اليوم 21 مايو/أيار 2011.

وقد أنفق المتقاعد الأمريكي البالغ 60 عاماً 90 ألف دولار على تلصيق آلاف أوراق الإعلان التي تنذر بالعد التنازلي للحياة على الأرض في قطارات ومحطات المترو، بينما استخدم 50 ألف دولار على يافطات كان يعلقها على باصات المواصلات التي تجوب شوارع نيويورك، تحذر أبناء المدينة من بداية النهاية.

روبرت فيتسباتريك يؤمن بأن القيامة ستقوم اليوم قبيل الـ 12 ليلاً بحسب توقيت القدس، وهو ما جسدته إحدى يافطات التحذير حيث طبعت عبارة "سيهز زلزال كبير كافة أرجاء الأرض في هذا اليوم العظيم .. يوم القيامة في 21 مايو 2011"، وذلك على خلفية منظر عام للمدينة القديمة وعقارب ساعة تقترب من منتصف الليل.ويعتبر فيتسباتريك ان الإنجيل يزخر بالكثير من الإشارات والدلالات على اقتراب البشرية من الفناء خلال ساعات، وان أكثرية الناس غير مستعدة للحدث الجلل لأنها لا تدرك "هذه الحقيقة"، مما دفعه الى أخذ مسؤولية تنبيه أكبر عدد ممكن على الأقل في محيطه القريب. وشدد الرجل على "أهمية ان يقوم العارفون باقتراب نهاية العالم" بهذه المهمة.

ويُذكر ان هناك الكثير في مدينة نيويورك ممن يشاطرون روبرت فيتسباتريك هذه القناعات، ويساهمون في "حملة التوعية" هذه بشكل ام بآخر. وقد بدأ ولع روبرت فيتسباتريك بمسألة الزلزال الكبير واقتراب نهاية العالم منذ عام 2006، بعد ان أحيل للتقاعد في إحدى شركات المواصلات في نيويورك، وبدأ حينها بالاهتمام بأفكار الواعظ هارولد كامبينغ من ولاية كاليفورنيا، الذي أكد انه بمساعدة طريقة حسابية خاصة بناء على معطيات في الإنجيل توصل الى استنتاج مفاده ان الأرض ستفنى في اليوم المذكور.  لكن الجدير بالذكر ان يوم القيامة المنتظر بحسب كامبينغ هو الثاني في حياته المهنية، اذ كان الرجل قد توصل الى استنتاج مماثل في السابق مطلع تسعينات القرن الماضي، حين أكد ان 6 سبتمبر/أيلول 1994 سيكون آخر يوم للبشرية على كوكب الأرض، من خلال كتاب يحمل عنوان 1994 ؟ وعلى الرغم من عدم تحقق "تنبؤ" كامبينغ كما هو واضح، إلا ان ذلك لم يدفع الرجل للاستسلام، فتسلح بالتفاؤل وواصل البحث عن يوم آخر يقدمه للبشرية على انه الأخير، فتفتق ذهنه لسبب ما عن 21 مايو 2011.

السؤال الذي يطرحه البعض ما الذي سيحصل لروبرت فيتسباتريك في حال لم تقم القيامة اليوم ؟هل سيشعر بخيبة أمل اذا أشرقت شمس الـ 22 من مايو ؟ ام ان ذلك سيكون دافعاً له كي يبحث عن يوم قيامة ثالث ينذر العالم به ؟ بأي حال من الأحوال لا تزال لدى فيتسباتريك ساعات كي يشعر بأنه كان محقاً بحملته وأنه لم يخسر أمواله هباء، لكن في هذه الحالة أمام من سيتباهى الرجل ويتفاخر ؟  ففي حال لم تقم القيامة اليوم ربما لسوء حظ روبرت فيتسباتريك، من الوارد ان يغير ذلك نظرته للأمور، لأنه سيكون مضطراً لبدء حياة جديدة بعدما أنفق  كل ما ادخره في حياته محذراً من نهاية العالم، أملاً بألا تكون خسارته بمثابة نهاية العالم بالنسبة له.

اما اذا أصر على البحث عن يوم القيامة، فلن يكن بمقدوره إلا إنعاش أمل قديم بنهاية جديدة للعالم، اذ سبق وان روجت وسائل إعلام وهوليوود لفكرة يوم القيامة في 23 ديسمبر/كانون الاول 2012، لكن هذا موضوع بحث آخر وان غداً لناظره قريب.

فهل هو يوم حساب والله أعلم..، أم يوم لإعادة الحسابات ؟

Total time: 0.0449