اخبار الساعة - عبد الكريم الحزمي
وأضافت أنه قبل خمسين عامًا، عندما اشتبك رئيس حكومة شعبوى مع الجيش التركي، في إشارة إلى عدنان مندريس، انتهى به الأمر على حبل المشنقة، ولم يقدم له نجاحه ثلاث مرات في الانتخابات أي عزاء. لكن هذه المرة، فإن الصراع الذي يبلغ ذروته مع معظم قيادات العسكرية التركية دفعهم إلى تقديم استقالتهم في وقت واحد، في ظل شكوى قائد الجيش من فقدانه السلطات والضغوط السيئة التي تمارس عليه.
وأضافت رغم أن هذه الاستقالات أثارت مخاوف البعض من الزحف نحو "الاستبداد" الذي يخطط له رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان على حد قولهم، إلا أنه وعلى نطاق أوسع، منحته هذه الاستقالات من جانب أكبر أربعة قادة للجيش في تركيا وسيلة لإعادة تشكيل جيش خاضع للسيطرة المدنية وانتهاج سياسة خارجية أكثر جرأة بفعل الانتصار الحاسم لحزبه المحافظ والشعبوى فى يونيو الماضى والقيام بالتعديلات الدستورية التى يمكن أن تؤدى إلى تحول سياسى فى البلاد.
واعتبرت أن الصراع الذى مثل أكبر خطر حقيقى على أردوغان، والذى تمثل فى جيش قوى قادر على العمل فوق القانون يبدو الآن وبطرق كثيرة أنه قد وصل إلى نهايته. ونقلت الصحيفة عن المحلل التركى جنكيز كاندار قوله إن الأيام التى كان فيها للجيش التركى كلمة عليا قد ولت، فهناك معادلة جديدة فى سياسة البلاد وأى شخص يعتمد على الجيش لكسب نقاط فى قضية سياسية الآن عليه أن ينسى هذا الأمر.
وكان القائد الأعلى فى تركيا الجنرال اشيك كوشنار تقدم مع قادة القوات البحرية والجيش والقوات الجوية باستقالتهم يوم الجمعة، احتجاجًا على اعتقال العشرات من الجنرالات كمشتبه بهم فى التحقيقات حول محاولة الانقلاب على أردوغان والتى يقول عنها منتقدوه أنها مسيسة.
ورأى الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر أن مطالبة القادة العسكريين الأتراك بإحالتهم على التقاعد "مسألة داخلية تخصّ تركيا".
وقيم تونر التطورات الأخيرة في تركيا لافتا إلى ثقة واشنطن التامة بقوة المؤسسات التركية وتعاملاتها الديمقراطية، متجنباً الخوض في تفاصيل الموضوع لحين تبلور ملابسات طلب رئيس الأركان العامة "إشيك كوشانر" وقادة القوات البرية والجوية والبحرية إحالتهم على التقاعد.