تشهد العاصمة اليمنية صنعاء تصاعداً غير مسبوق في حمى حملات التحريض المتبادلة بين حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب المعارضة الرئيسة والقوى الأخرى الممثلة في الثورة الشبابية والشعبية القائمة بهدف تحقيق مكاسب على الأرض والحد من فرص كل طرف في كسب المزيد من نقاط التأييد الشعبي .
ودشن حزب المؤتمر الشعبي حملة موسعة لمناهضة التوسع المضطرد في نطاق مخيم الاعتصام الاحتجاجي في العاصمة صنعاء، وتقليص فرص التأثير المحتمل لتصاعد الفعل الثوري من قبل المعتصمين المطالبين بإسقاط النظام عبر دعم الفعاليات الشعبية الرمضانية المنظمة من قبل ناشطين موالين في الأحياء المجاورة لساحة التغيير كافة، والهادفة إلى تحفيز الاحتجاجات في أوساط سكان هذه الأحياء حيال استمرار نصب مخيم الاعتصام الاحتجاجي للمعارضة وتأطيرها في هيئة أنشطة احتجاجية منظمة وأكثر تأثيراً من مجرد بناء الجدران وإقامة الحواجز من الأحجار والأسمنت لوقف التمدد المتزايد لمخيمات الاعتصام في الأحياء المتاخمة والمجاورة لساحة التغيير إلى استحداث تجمعات اعتصامية جديدة موالية للنظام في المناطق الشاغرة كافة المحيطة بالساحة ذاتها .
وتوجت الحملة الشعبية المنظمة من قبل الحزب الحاكم الموجهة ضد مخيم الاعتصام الاحتجاجي المضاد بساحة التغيير بالإعلان، أمس الأول الإثنين، عن تشكيل لجنة تحضيرية للمتضررين من استمرار إقامة مخيم الاعتصام بساحة التغيير من سكان الأحياء المتاخمة والمجاورة للساحة، حيث دشنت اللجنة المشكلة بدعم من حزب المؤتمر الشعبي أنشطته بإطلاق دعوة مفتوحة لكل سكان المنازل ومالكي المنشآت العقارية والمحال والمعارض التجارية بأحياء الدائري الغربي، الزراعة، حي الميثاق وشارع العدل للمسارعة بالتوجه إلى المقر المؤقت للجنة التحضيرية بشارع الزراعة المجاور لساحة التغيير لتسجيل أسمائهم كأعضاء في قوام اللجنة التحضيرية تمهيداً للمشاركة في أنشطة لجان فرعية وميدانية ستضطلع بمهام التصعيد المنظم للفعاليات الاحتجاجية المناهضة لاستمرار مخيم الاعتصام القائم منذ أكثر من ستة أشهر وحشد الدعم الشعبي اللازم لإقامة مخيم اعتصامي مضاد خلال أيام يشغل المساحات الشاغرة المحيطة وبما يسهم في تطويق محيط ساحة التغيير بخريطة من الاعتصامات الشعبية المضادة .
التحركات الطارئة والنشطة للحزب الحاكم لتأليب سكان الأحياء المجاورة لساحة التغيير بصنعاء لرفع سقف احتجاجاتهم حيال استمرار مخيم الاعتصام الاحتجاجي المضاد وإقامة مخيم اعتصامي مضاد قوبلت بتحركات مضادة من قبل القوى الثورية المؤثرة بساحة التغيير من قبيل قطع الطريق أمام ناشطي الحزب الحاكم للتأثير في مواقف سكان الأحياء المجاورة واستغلال الأجواء الروحانية لشهر رمضان لإطلاق الدعوات لسكان هذه الأحياء بمشاركة المعتصمين بالساحة مآدب الإفطار الجماعي والطقوس اليومية لصلاة “التهجد” وصلاة الجمعة إلى جانب توزيع بعض الوجبات الغذائية على الأسر الفقيرة في هذه الأحياء .
واعتبر احمد ناصر عبدالسلام الجماعي، الناشط البارز بساحة التغيير في تصريح ل “الخليج” أن اتجاه حزب المؤتمر الشعبي الحاكم إلى استئناف الأنشطة التحريضية لسكان الأحياء المجاورة لساحة التغيير عبر تشكيل ما يسمى “اللجنة التحضيرية للمتضررين من مخيم الاعتصام بساحة التغيير” والحشد لإنشاء مخيمات اعتصامية مضادة لتطويق نطاق الساحة يندرج ضمن مساعي الحزب الحاكم والنظام القائم لتفجير الأوضاع في البلاد والدفع بمصادمات من شأنها عرقلة مسار الحسم للثورة الشبابية والشعبية القائمة .
من جهته وصف سليم أحمد سعيد البكري، أحد الناشطين الاجتماعيين البارزين الموالين لحزب المؤتمر الحاكم بحي الزراعة المجاور لساحة التغيير في تصريح ل “الخليج” تشكيل لجنة تحضيرية للمتضررين من مخيم الاعتصام بساحة التغيير من قبل المتضررين من سكان الأحياء المجاورة للساحة وأصحاب المنشآت والمحال والمعارض التجارية بأنه “إجراء تصعيدي مشروع” يستهدف وقف التوسع في نطاق مخيم الاعتصام المناوئ للنظام وإجبار المعتصمين المطالبين بإسقاط النظام على إفراغ ساحة الجامعة ومداخل الشوارع الرئيسية التي توسعوا فيها” .