اخبار الساعة - لميس فرحات
خلال الحرب الإسرائيلية الثانية على لبنان (تموز 2006)، ضرب صاروخ صيني مضاد للسفن من طراز C - 802 سفينة (ساعر) الإسرائيلية قبالة سواحل لبنان، ما أدى إلى قتل أربعة بحارة إسرائيليين في الحادث.
في هذا السياق، نشرت صحيفة "واشنطن تايمز" تقريراً يتحدث عن تفاقم الأزمة الاسرائيلية-العربية في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن خطوة الصين في تسليح حزب الله أدت إلى صب الزيت على النار المستعرة في النزاع العربي – الإسرائيلي.
كان يمكن أن تكون النتيجة أسوأ بكثير، فغالبية طاقم السفينة ساعر، وعددهم 80، كانوا يجلسون على طاولة العشاء ليلة السبت اليهودي، الأمر الذي ادى إلى إنقاذ أرواحهم لأنهم كانوا في موقع مركزي في السفينة، بعيداً عن الموقع الذي أصابه الصاروخ.
ساعر 5 هي فئة قرواطات إسرائيلية أنتج منها 3 سفن تخدم في سلاح البحرية الإسرائيلي، وهي كل من حانيت، لاهاف، إيلات، وتعد فئة ساعر 5 الفئة الأحدث للطراز السابق ساعر 4.5، ويشمل تسليح السفن من فئة ساعر 5 على أربع صواريخ: سطح - سطح من نوع بوينغ هاربون، و 64 صاروخ أرض - جو من نوع باراك قصير المدى للدفاع الجوي، بالإضافة إلى مدفع عيار 75 ملم و أنابيب طوربيد للحرب ضد الغواصات.
بنيت السفن من قبل شركة "نورثوب غرومان لأنظمة السفن" لصالح البحرية الإسرائيلية ووفق التصاميم الإسرائيلية، وتم إنتاج ثلاث قرواطات من هذا الطراز حتى الآن. وتبلغ تكلفة القرواطة الواحدة حوالي 260 مليون دولارـ بحجم إزاحة يبلغ بالحمولة القصوى 1,227 طن، وتبلغ سرعتها 22 عقدة بحرية بمحركات الديزل و33 عقدة بمحركات الغاز.
أدت الضربة الصاروخية إلى انفجار الرؤوس الحربية في السفينة وتحديداً بالقرب من مروحة الذيل من السفينة، كما سبب الانفجار أضراراً كبيرة، واستعرت النيران في الجزء الخلفي للسفينة وقضت على مهبط المروحيات.
غير أن ساعر – حانيت لم تغرق. السؤال المطروح هنا، كيف غرقت السفينة؟
أجابت الصحيفة عن هذا السؤال بالقول إن صارخاً ثانياً ضرب السفينة وأدى إلى إغراقها، "فحزب الله استخدم المناورة عبر اطلاق صاروخين، احدهما على مستوى عال والآخر على مستوى منخفض فوق سطح الماء، على امل انّه اذا كانت الرادارات تعمل يقوم الصاروخ الاوّل المرتفع بإشغال الدفاعات التابعة للسفينة، في وقت يكون الصاروخ الثاني المنخفض في طريقه لإصابة الهدف.
لم يكن هناك أي شك حول الجهة التي أطلقت الصواريخ. الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أعلن الهجوم: " تريدون حرباً شاملة؟ نحن جاهزون للمواجهة وإلى أبعد حد، وإذا اخترتم المواجهة عليكم أن تتوقعوا المفاجآت. ليس لديكم أية فكرة مع من تتعاملون".
يعتقد المسؤولون الاسرائيليون أن حزب الله أطلق الصواريخ، وأن ايران زودته ببطاريات الإطلاق، بينما قدم الجيش اللبناني توجيهات الإطلاق باستخدام الرادارات العسكرية. وأعلن المجلس الاسرائيلي للتحقيق أن ساعر – حانيت لم تعاني اية أعطال فنية قبل الهجوم الصاروخي، لكن ما عرّض السفينة للخطر هو الإهمال من قبل قائد وأفراد الطاقم الآخرين.
على ما يبدو، فإن الإسرائيليين استهتروا ولم يعملوا على تشغيل نظام الرصد والمراقبة الذي يعمل على رصد هكذا صواريخ وعلى تشغيل الدفاعات الصاروخية الموجودة على السفينة آلياً للتصدي لأية هجمات قادمة، وبالتالي تمّت مباغتتهم واصابة السفينة مباشرة. ونتيجة لهذا الاهمال، فقد قبطان السفينة منصبه وخضع الضباط للتأديب.
واعتبرت الـ "واشنطن تايمز" أن الهجوم الصاروخي على حانيت يرجع أساساً إلى فشل الاستخبارات، لكنه سلط الضوء أيضاً على سوء تقدير الجيش الإسرائيلي الذي رفض ببساطة الإعتقاد بأن السلطات الصينية قد وضعت نظام صاروخي خطير بهذا الحجم في أيدي فريق خارج عن الدولة.
واشارت الصحيفة إلى أن الصين متورطة بعمق في مساعدة الدول بحيازة الأسلحة النووية غير المشروعة، كما أن برامج الأسلحة النووية لصدام حسين في العراق، ومعمر القذافي في ليبيا، بالإضافة إلى باكستان، كلها نُفذت بتصاميم صينية.
ويشار إلى أن صواريخ C – 802 التي أطلقها حزب الله على البحرية الاسرائيلية من صنع الصين، وهي إما مصنعة كلياً هناك، أو مفككة وتم تجميعها من قبل الحرس الثوري الإيراني.
كما أن تسليح حزب الله، على غرار معظم تجارة الأسلحة غير المشروعة لجمهورية الصين الشعبية، كلها تتلخص في المال، فتهريب الاسلحة تجارة مربحة للغاية وتسيطر عليها المجموعات الشيوعية في بكين، التي تعتبر مركزاً لعمليات تهريب الاسلحة المختلفة مع الكوريين الشماليين والإيرانيين أو السوريين الذين حصلوا على نصيبهم من السلاح.
المصدر : ايلاف