برئاسة الشيخ حسين الأحمر.. الحوثيون والسلفيون على طاولة الحوار لأول مرة منذ مواجهات دماج
بتاريخ 2012-01-06T11:56:10+0300 منذ: 13 سنوات مضت
القراءات : (5212) قراءة
اخبار الساعة - احمد قاسم البطلة
أكد المكتب الإعلامي للشيخ حسين بن عبدالله الاحمر, عن توصل الحوثيين والسلفيين في محافظة صعدة –شمال اليمن, إلى اتفاق مبدئي يقضي برفع المتارس والافراج عن الاسرى وتسليم الجثامين من الجانبين, فضلاً على إنهاء الاقتتال الدائر بين الطرفين في مديرية كتاف بمحافظة صعدة.
وأضاف المكتب الإعلامي بأنه تم الاتفاق على إعادة كافة المنهوبات لدى الطرفين او تعويضها, ولكل طرف حرية الفكر والمعتقد وعدم الاعتداء على المساجد, مع تقديم الضمانات الكفيلة بعدم الاعتداء من جديد على أي طرف, وذلك من اجل إنهاء الخلافات القائمة في المنطقة.
جاء ذلك في اجتماعٍ خاص عُقد صباح أول من امس الأربعاء في القصر الرئاسي بمحافظة صعدة وضم ممثلين عن الحوثيين والسلفيين , عقب نجاح الوساطة القبلية التي قادها الشيخ حسين بن عبدالله الأحمر رئيس مجلس التضامن الوطني رئيس لجنة الوساطة في التواصل مع جميع الأطراف وإقناعهم بالتهدئة خاصة بعد فك الحصار عن منطقة دماج.
وقد جرى خلال الاجتماع الذي عقد برئاسة الشيخ الأحمر وحضره الشيخ نبيل الخامري والشيخ عارف شويط والشيخ علي ناصر قرشة عن لجنة الوساطة والشيخ يحيى صالح شويط والاستاذ بسام المحضار اليافعي من جانب السلفيين وكذا السيد يوسف الفيشي والسيد مهدي المشاط عن جانب الحوثيين, التأكيد على ضرورة إنهاء الخلاف القائم في منطقة كتاف ووقف نزيف الدم بين أبناء المحافظة الواحدة.. حيث دعا الشيخ حسين الأحمر الطرفين إلى التسامح وتحكيم العقل والمنطق بدلاً من الاقتتال, مؤكداً على خطورة مثل هذه المشاكل التي قد تؤدي إلى نتائج لا يحمد عقباها.
وأعرب رئيس لجنة الوساطة عن ثقته في عودة الهدوء للمحافظة خلال الأيام القادمة خصوصاً في ظل توفر الإرادة لدى جميع الأطراف من اجل إنهاء الخلاف.
من جانبه رحب ممثل جماعة الحوثي "يوسف الفيشي" بلجنة الوساطة, موضحاً أن جماعة الحوثي حريصه على إرساء الأمن وإحلال السلام في المحافظة, وأضاف قائلاً: " لا يوجد بيننا أي عداء مع إخواننا السلفيين".. مبيناً أن الاختلافات بين المذاهب هي فرعيه أما الأساس في الإسلام فالجميع متفق عليه.
وأكد في حديثه على ضرورة انهاء الخلافات المصطنعة, بما فيها الخلاف القائم في منطقة كتاف والذي كان سببه – بحسب قوله- ما جرى في منطقة دماج, مؤكداً بهذا الصدد أن أزمة دماج قد انتهت مما سيجعل من بقية المشاكل الحاصلة في منطقة كتاف شبه محسومة وفي طريقها للحلول.
أما الشيخ يحيى شويط – ممثل السلفيين فقد أوضح على أن السنة والزيدية يعيشون منذ عقود في هذه المحافظة دون مشاكل او خلافات, مؤكداً انه لا يستطيع أي طرف تهميش الآخر أو حرمانه من ممارسه مذهبه.
وشدد شويط على أهمية الاتفاق وإنهاء الصراع وإعادة الوضع في المحافظة إلى ما كان عليه قبل اندلاع المواجهات في منطقتي دماج وكتاف.
من جانب أخر التقى الشيخ حسين الأحمر صباح اليوم بالقيادة العسكرية في محور صعدة وكذا قادة الوحدات الأمنية الذي ناقش معهم الأوضاع الأمنية والعسكرية القائمة في المنطقة, وقد شدد الشيخ الاحمر خلال اللقاء بضرورة الالتزام بالحيادية والدفاع عن المواطنين وحمايتهم.. مشيداً في الوقت ذاته بما يبذله رجال الأمن والقوات المسلحة من جهود لإحلال السلام والسكينة في المنطقة.
وجرى خلال الاجتماع الإعلان عن تشكيل لجنه مشتركة لتأمين طريق صعدة – صنعاء وإنهاء ظاهرات التقطعات الحاصلة في الطريق العام.
وكانت لجنة الوساطة في صعدة قد أعلنت رسمياً انتهاء الأزمة بين الحوثيين والسلفيين في منطقة دماج بمحافظة صعدة, وذلك عقب نجاح الوساطة في إزالة جميع المتارس والمواقع المستحدثة وكذا فك الحصار عن دماج, وفقاً لما نصت عليه إتفاقيه الصلح الموقعة بين الطرفين نهاية الشهر الماضي. وأكدت لجنة الوساطة في بيان لها التوصل إلى أتفاق نهائي في قضية دماج وإزالة كافة الأرتاب والمواقع التي طلب الطرفين إزالتها،
وتناول البيان المهام التي قامت بها اللجنة منذ وصولها وحتى استكمال مهامها, وقد نص البيان على مايلي:
نص البيان
عملاً بقوله تعالى ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون ) وبما يمليه علينا واجبنا الديني والوطني والإنساني قامت لجنة الوساطة برئاسة الشيخ/ حسين بن عبدالله بن حسين الاحمر وعدد من مشايخ وقبائل حاشد وبكيل بالنزول إلى محافظة صعدة في يوم الثلاثاء الموافق 20/12/2011م والتي كان في إستقبالها الشيخ/ فارس محمد مناع محافظ المحافظة وعدد من مشايخ واعيان المحافظة والذين ابدوا استعدادهم الكامل في التعاون مع لجنة الوساطة وتسهيل مهمتها.
بعد ذلك باشرت اللجنة مهامها ابتداءً بتشكيل اللجان المنبثقة عن لجنة الوساطة وهي:- اللجنة الإشرافية برئاسة الشيخ / نبيل الخامري وعضوية الشيخ أمين فراص وعدد من المشايخ . لجنة المتابعة برئاسة الشيخ حنين قطينه والشيخ نجيب حرمل وعدد من المشايخ .
وفي نفس اليوم تم إرسال لجنة ميدانية برئاسة الشيخ قاسم بطحان إلى مواقع الاقتتال لإيقاف إطلاق النار ، كما التقى الشيخ حسين بن عبدالله الأحمر بالأخ السيد عبدالملك الحوثي وتم التفويض الشفهي للشيخ حسين بن عبدالله الأحمر في نفس اليوم .
وفي صباح يوم الأربعاء 21/12/2011م تم إرسال لجنة برئاسة الشيخ محمد بن عبدالله بدرالدين والشيخ حنين محمد قطينة وعدد من المشايخ إلى منطقة دماج ، حيث تم اللقاء بالأخ الشيخ/ يحيى الحجوري والذي فوض الشيخ حسين بن عبدالله الأحمر تفويضاً شفهياً ، حيث تم الاطلاع على أعمال اللجان السابقة وعلى ما قد وصلت إليه .
وعلى ضوء ذلك تم تحرير إتفاق من قبل الشيخ/ حسين بن عبدالله الأحمر بعد التشاور مع لجنة الوساطة ويتكون من سته بنود والتي نصت على :- أولا: تثبيت وقف إطلاق النار ومنع تجدده وإخلاء المتاريس المسلحة .
ثانيا: استبدال عناصر الأمن المتواجدين في نقطة الخانق بعناصر من القوات المسلحة على أن يكون من أفرادها من أبناء دماج أو صعدة .
ثالثا: تمهيدا لعودة الأمور إلى ما كانت عليه في دماج والمحافظة ، تتواجد عناصر مراقبة من قبائل بكيل وحاشد في جبل البراق حتى عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه ، وعدم استحداث أي مواقع عسكرية أو متاريس قتالية بين الطرفين.
رابعا: ضمان فتح جميع الطرقات وعدم الإعتراض وإيذاء الحوثيين من قبل طلاب دار الحديث وإخوانهم ، وعدم الاعتراض وإيذاء الشيخ الحجوري وأهل دماج ومن إليهم من قبل الحوثيين وإخوانهم.
خامسا: إيقاف الحملات التحريضية من قبل الطرفين بكل صورها ووسائلها واحترام حرية المعتقد ، والتأكيد على التعايش المذهبي والحياة الكريمة. سادسا: التأكيد على أن المحافظ ومشايخ المحافظة الموقعين في الاتفاق آنف الذكرهم ضمناء على الطرفين بعدم الاعتداء أو الرجوع إلى المواقع والمتاريس المستحدثة بعد الأحداث والنقاط التي تم إخلاءها وأي اختلاف أوخلاف بين الطرفين يتم الرجوع إلى محافظ المحافظة وقائد محور صعدة لمعالجة الخلاف والرفع إلينا بحسم أي خلاف وفيه وجيه ومشايخ همدان بن زيد وخولان بن عامر الموقعين على الاتفاق المشار إليه والواسطات المتعاقبة ومن حضرمعنا من مشايخ قبائل حاشد وبكيل الذين هبوا لمنع الفتنة ووأدها.
وفي يوم الخميس الموافق 22/12/2011م تم تكليف لجنة بالنزول إلى دماج برئاسة الشيخ قحطان بن عبدالله الأحمرلعرض الاتفاق على الشيخ يحيى الحجوري ومشايخ دماج وتم التوقيع على الاتفاق من قبل الشيخ يحيى الحجوري ، وفي نفس اليوم قامت اللجنة بالتواصل مع الصليب الأحمر لإخراج بعض الجرحى من منطقة دماج وكذا أخراج أسرة فرنسية كانت في دماج .
وبعد عودة اللجنة من دماج تم توقيع الاتفاق من قبل مندوب (ممثل) السيدعبدالملك الحوثي الأخ عبدالله الحاكم – المشهور بابو علي الحاكم. وبناءً عليه تم بدء تنفيذ الاتفاقية ونزول الشيخ حسين الأحمر إلى نقطة الخانق وتغيير أفراد نقطة الخانق بأفراد من الوساطة ، بعد ذلك تم التحرك إلى دماج لإدخال القافلة الغذائية المقدمة من الصليب الأحمر ومن تاريخه تدفقت السيارات إلى دماج وإدخال جميع المواد الغذائية وعادت الطريق على ما كان عليه قبل الأحداث ، وكلف أفراد نقطة الخانق بمراقبة الطريق وتذليل كافة الصعوبات التي تواجه سكان دماج ، حيث تم إدخال القافلة إلى دماج بمعية الشيخ حسين بن عبدالله الأحمر وأعضاء اللجنة وتم الالتقاء بالشيخ الحجوري ومشايخ دماج حيث تم التفاوض على آلية تنفيذ الاتفاق ، وبعد اللقاء عادة اللجنة إلى مدينة صعدة وتم اللقاء مساءً بممثل السيد عبدالملك الحوثي لمناقشة آلية تنفيذ الاتفاقية.
وفي يوم السبت تم إرسال لجنة مراقبة إضافية برئاسة الشيخ نجيب حرمل والشيخ مقبل حومي لإيقاف أي استحداثات من الطرفين، كما تم زيارة دماج من قبل رئيس وأعضاء اللجنة والالتقاء بالشيخ الحجوري ومشايخ دماج لأخذ ضمانة من الحجوري وكافة مشايخ واعيان منطقة ) وادعة ) وقامت اللجنة بأخذ ضمانة خطية منهم على بقاء موقع البراقة بيد الشيخ يحيى الحجوري ومشايخ دماج وأن يلتزموا بعدم الاعتداء أو أحداث شيء في موقع البراقة. وفي نفس اليوم تم تكليف لجنة برئاسة الشيخ قحطان بن عبدالله الأحمر والشيخ عمران قايد شويط لإزالة الأرتاب والمتاريس من مواقع مختلفة ، ومنها بعض المواقع في البراقة والمشرحة والوطن وغيرها ، حيث بدأت اللجنة بلقاء ممثلي الطرفين لدراسة آلية إزالة الأرتاب والمتاريس كما تم تكليف الشيخ علي ناصر قرشه للالتقاء بالسيدعبدالملك الحوثي للتباحث حول إزالة الأرتاب والمتاريس ، والذي كلف الأخ مهدي المشاط كمندوب له لتسهيل مهام اللجنة في رفع الأرتاب أو أي عراقيل تواجه اللجنة. وبعد البحث مع الطرفين تم نزول اللجنة برئاسة الشيخ حسين بن عبدالله الأحمر لإزالة الأرتاب يوم الاثنين/26/12/2011م وبدأت بإزالة المواقع في جزء من البراقة وجزء من المشرحة والتي أدعى الطرفين أنها استحداثات جديدة.
كما واصلت اللجنة أعمالها صباح يوم الثلاثاء 27/12/2011م بحضور الشيخ حسين بن عبدالله الأحمر وبحضور المحافظ ومشايخ حاشد وبكيل وعدد من مشايخ محافظة صعدة حيث كلف الشيخ عارف قايد شويط باللقاء بالشيخ يحيى الحجوري لتسهيل مهمة اللجنة وتم بالفعل إزالة كافة المواقع التي استحدثت أثناء فترة الاقتتال بين الطرفين في مواقع المشرحة والبراقة وتم تكليف لجنة برئاسة الشيخ عثمان الكولي للبقاء في المواقع المذكورة للمتابعة ومراقبة الوضع ، واستمرت اللجنة برئاسة الشيخ قحطان بن عبدالله الأحمر في عملها لإزالة ما تبقى من المتاريس التي استحدثت أثناء الاقتتال وتم وضع مراقبين في عدة مواقع ، كما تم اللقاء بالشيخ الحجوري من قبل رئيس اللجنة وعدد من الأعضاء لمناقشة ما تبقى من مطالب إحلال الأمن والسلام بالمنطقة ، وبعد البحث والنقاش الطويل وضع الشيخ الحجوري ضرورة إزالة كافة المواقع الموجودة لجماعة الحوثي في المنطقة من سابق والتي أخذ بعضها الحوثي أثناء الحروب الست مع الدولة ، وقد وعد الشيخ يحيى الحجوري بالتعاون على إنهاء الاقتتال في منطقة كتاف. وتم الاتفاق مع لجنة الوساطة على رفع جماعة الحوثي من جميع المواقع ما عدا موقعي الصمعات ، والمدور تبقى بأيدي جماعة الحوثي على أن يتم تحرير ضمانة بعدم الاعتداء أو التعرض لسكان منطقة دماج ومن والاهم وزاورهم وذلك بحضور الشيخ علي ناصر قرشه والشيخ عارف شويط والشيخ ربيع جرمان والشيخ نبيل الخامري ، وتم تكليف الشيخ علي ناصر قرشه بالذهاب إلى السيد عبدالملك الحوثي للتفاوض معه وأخذ الضمانات اللازمة. وفي يوم الجمعة 30/12/2011م تم اللقاء بين السيدعبدالملك الحوثي والشيخ علي قرشة صباحاً وبعدها تم عودة الشيخ علي ناصر قرشة إلى رئيس اللجنة حيث أفاد بموافقة السيد بإزالة كافة المواقع وإعطاء الضمانات لمواقعي جبل الصمعات والمدور وتم تكليف مندوب من قبل السيد الحوثي لإزالة الأرتاب ، حيث تم بعد عصر الجمعة إزالة الأرتاب بمواقع ( محديدة ، محراش ، جبل الجميمة ، الذيب ، العقار ) وتم وضع مراقبين من لجنة الوساطة في هذه المواقع التي واصلت عملها إلى الساعة 8 مساءً ، حيث كلفت لجنة المراقبة برئاسة الشيخ شطاب الغولي بالإشراف على كافة المواقع المزالة ومنع استحداث أي أرتاب أو متاريس أو صعود أي شخص من الطر فين وكلفت اللجنة المذكورة بتأمين الطريق وحث الجميع بالالتزام بما تم الاتفاق عليه والرد على كل الاستفسارات وتوضيح أي لبس أو أشكال. وبهذا تعلن لجنة الوساطة التوصل إلى أتفاق نهائي في قضية دماج وإزالة كافة الأرتاب والمواقع التي طلب الطرفين إزالتها ووافق عليها الطرفين مع استمرار بقاء لجان للمراقبة ، كما تطلب اللجنة من الطرفين الالتزام بما تم الاتفاق عليه والرجوع إلى لجنة المراقبة والاشراف في حال حدوث أي إشكال.
وبهذا اختتمت اللجنة عملها بمنطقة دماج.
والله الموفق ،،
صادر عن لجنة الوساطة
بين جماعة الحوثي والسلفيون بدماج
محافظة صعدة