الا يرتقي الاعلاميون من التطبيل
كانت ولا تزال الصحافة هي السلطة الرابعة لا لتقف موقف المتفرج على أي وضع أو خلل في أي جهة أو مؤسسة داخل الأوطان بل لتضع بصمتها في إعانة المظلوم والوقوف في وجه الظالم وتتناول القضايا المتعلقة بالفساد الإداري والمالي والأخلاقي وتظهيره للرأي العام بحق وحقيقة وبكل حيادية وأمانة واخلاص لشرف المهنة التي سلكوها حتى يعرف الناس حقيقة ما يجري ويثمنوا دور الصحافة والإعلام ..
وكان المفترض أن يترفع الصحافيون عن ولاءاتهم وانتماءاتهم وان يعملوا من اجل ما يهم البلد واصلاح اوضاعه ويتركوا المواطن ليعيش برغد الأحلام التي لم ولن تحقق في ظل ما نحن عليه من انحطاط البعض حتى يرتقي القائمون على اجهزة الإعلام المختلفة ويتناولون القضايا الانسانية والحالات الكئيبة والاوضاع التي يسيل لها الكبد مرارة مما يعاني ويئن منها المجتمع فللأسف انخرط اغلب الزملاء الصحافيون في خطوط ساهمت على ترويض الوطن اجثمته على ركبتيه وكان لهم نصيب الأسد في صناعة الازمات.. بل وشاركوا في الإثم وفي تهويل الاوضاع وتفجيرها وتازيمها وتقليمها وتفخيخها وشقلبتها وعلقمتها وكلمنا قلنا عسى الله تنفرج جاءوا لها بخيوط اخرى تنهك المواطن وتعيشه في ضنك المعيشة التي يقول حينما يراها ياليتني كنت ترابا
فرغم تعدد الولاءات للصحافيين انفسهم كان الأولى ان تكن مصلحة الوطن والشعب فوق كل شيء يريدون القيام به فبدلا من المشاركة في تخفيف معاناة المواطنين بخبر على الاقل يعيد لهم الآمال بالعودة الى وطن يسوده الأمن والرخاء والازدهار كما يقال ولكنهم في المقابل يمطرونهم كوابيس ليلا ونهارا وعشيا وابكارا ويسقونهم اخبارا توصف بـ وبالا ونكالا وجحيما على المواطن الذي لم يعد يعرف ان يتجه خصوصا امام قرائته لمحرك الأخبار لتصبح الاخبار امام عينيه مثل برعات العرس يدق لك حسب دقة بلادك .. ترقص وتغصغص المواطن ويحس بالحشرجة في حلقه
فكان سيدي عافاه الله ذات مرة قال للحمار وهو في جربة يشغب به .. (يمين – شدشد) وهكذا وكان يضرب الحمار من يمين وشمال حتى اعتمت البصيرة على الحمار فبرك .. وما ادراكم اذا عميت البصيرة على الحمار فكيف بابن ادم .. فحاول ان يقومه ولكن الحمار رفض ان يقوم .. وبعد ساعة من الإنهاك قال له سيدي : قم واين ما جيت جيت .. فحبيت اضرب المثل هذا فقط لواقعنا .. وواقع المواطنين ففي الصباح الباكر الأغلبية يتجه للأكشاك ويحاول الإطلاع على الاخبار فلم ترى سوى تغيير ملامح وجهه .. فاحيانا يبهرر( يفتح عينيه) واحيانا يسود وجه الإشمئزاز واحيانا تسمع صدى ضحكته عالية لا تدري على ماذا يضحك وبعد قرائته العناوين على الاخبار في الصحف تلاحظه وكأنه في هستيريا واضحة ..ومقارب لما يقال ( لذع فيوز ) والحمد لله الصحافيين ماقصروا حتى الفيوز حرق مع بعض الزملاء الصحفيين والبعض من بيحرق معه في الساعة المحمدية بالتحديد وقت الله الله حينما يقسم الشركات ويوزع الصرافات والبيوت والسيارات ويفتح المخططات التي لا حصر لها فنجد بعض الزملاء وان كان الحدث لا يحتاج للذكر كل منهم يرسمه كما يريد .. ويحوجه ببهارات معروفة كما يشتهي .. ويسخره من اجل من يحن اليه .. ويتعمدون في تفخيخ عقل المواطن .. فبدلا من ان يجتمعوا على كلمة سواء والوطن اغلى .. اضطربوا في الوسط واختطبوا في الطرف ..وهات يا مناكفة .. وكب لا شعوب .. انت وضح ونا بنفي ..والمواطن ماعد يخارجة الا ان يشاهد ويهلل .. ولسان حاله يقول بطن الارض خير من ظاهرها .. ومش هكذا يا زملاء اتقوا الله فكفي تهويل وترويع المواطنين وكفى انهاكا نفسيا للمساكين واتجهوا الى من نسميهم بالأبهات والكبار من الذين ياكلون صباحا اللحم الصغار.. الذين يعتقدون انهم وجدوا من اجل الاصلاح بينما في الحقيقة الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون