إيران وأمريكا تعبثان بأمن المنطقة وبأموال سعودية وخليجية ..
لا شك ان الاتفاق الإيراني الأمريكي انعكست اثاره على امن المنطقة العربية وتحديدا على دول العراق وسوريا ولبنان واليمن وقريبا على دول الخليج التي اصبحت محاطة من كل جانب اما بالجماعات الموالية لايران او الجماعات الموالية للمخابرات الامريكية ( داعش واخواتها) في ظل مساعي لتقسيم المنطقة واعادة توزيع تقاسم المنطقة بين القوى النافذة.
الملفات الساخنة بالمنطقة باتت قريبة للاشتعال من خلال تبادل الادوار بين ايران وامريكا وبعيدا عن السياسة الخليجية والعربية التي توقف جهدها عند حدود دعم السياسي ومكافحة القوى والاشخاص الرافضين للانقلاب على الديمقراطية في مصر.
السعودية وهي الهدف الاستراتيجي لجماعات العنف الممولة سعوديا وخليجيا اصبحت تحاصر السعودية والخليج من كل الاتجاهات وانها تقترب من اعلان ولايات وامارات ( شيعية وقاعدية) تابعة لها على الارض السعودية .
اجهزة الامن والشرطة والاستخبارات في السعودية ودول خليجية اخرى مشغولة بمتابعة المواطنين والعلماء والناشطين الرافضين سياسة المملكة الداعمة للسيسي وكل هم هذه الاجهزة تتبع تغريداتهم على تويتر والبحث عنهم وحبسهم ومحاكمتهم وتجريدهم من الجنسية دون ان تستوعب درجة ومستوى المخاطر من حولها وعلى حدودها.
السعودية والامارات مولت الجماعات الارهابية في سوريا من اجل ضرب التيار الاسلامي المعتدل الذي كان عناصره اغلبية في الجيش السوري الحر ونتيجة خوفها من الاعتدال وكرهها لجماعة الاخوان المسلمين ومواقفها الداعمة للسيسي قدم جهاز الاستخبارات السعودي ملايين الدولارات لدعم تنظيم دولة الشام والعراق ليتولى هدف احباط نجاح الثورة السورية ويكون الاسلاميين في طليعة الادارة الجديدة في سوريا ، نفس السياسة مارستها السعودية في العراق ونتيجة خوفها من التيار الاسلامي المعتدل بالسيطرة على الحكم في العراق قامت مخابرات السعودية بدعم وتمويل جماعات شيعية تابعة للمالكي ومولت ايضا تنظيم الدولة الاسلامية " داعش " للقيام بنفس المهمة ، ومارست نفس اللعبة القذرة في اليمن حين تآمرت على ثورة الربيع التي يعتبر الاسلاميبن احد ابرز التيارات الداعمة لها وتولت السعودية والامارات بتمويل جماعات ارهابية لضرب الاستقرار في البلد من خلال وجود جماعة الحوثي في شمال اليمن وتنظيم القاعدة في الجنوب.
السعودية ودول الخليج اليوم باتت تحت تهديد هذه الجماعات التي انتعشت بفضل الاموال السعودية والخليجية ، والنتيجة حتمية انتصار هذه الجماعات التي تسعى لتجاوز جغرافية وجودها وكسر حواجز الحدود لاقامة اماراتها على الارض السعودية وضفاف خليج العرب .
لم يستوعب اصحاب القرار السعودي وجود مؤامرة ومخططات لضرب تيار الاسلام السياسي المعتدل وتفريغ دول المنطقة من وجود وتأثير هذا التيار الذي اقتنع بوسائل التغيير السلمية والحضارية من خلال الانتخابات ، واستبدال هذا التيار بجماعات ارهابية مذهبية وعنصرية هدفها السيطرة على منابع الاسلام جغرافيا وتشويه صورة الاسلام ووصمة بالارهاب سلوكا وممارسة اضافة الى ادخال المنطقة في صراعات وفوضى عامة.
امن اسرائيل وتأمين منابع النفط والقضاء على التيار الاسلامي المعتدل الذي يمثل وصوله للحكم يمثل خطرا على امن اسرائيل ومنابع النفط ، عند هذا التقت سياسات ومخططات القوى الكبرى عند ضرورة تفتيت المنطقة بوسائل داخلية ودعم ذاتي وهذا هو لب التوافق الايراني والامريكي من خلال تبادل الادوار لفرض سياسات جديدة بجغرافيا جديدة.
في اواخر شهر سبتمبر 2013 نشرت صحيفة نيويورك تايمز خريطة لتقسيم المنطقة تشمل خمس دول وفقا للخريطة الحالية الى اربعة عشر دولة منها خمس دول على ارض السعودية وقالت الصحيفة ان انشاء خمس دول على ارض السعودية هو تلبية لاعتبارات قبلية وطائفية ونتيجة خلافات الجيل الشاب من الامراء، هؤلاء الامراء هم من يمولون جماعات العنف من حول حدود السعودية!! .
عام 1983 وافق الكونجرس الامريكي على مشروع يسمى ( برنارد لويس) وهو نسبة للسياناتور صاحب المشروع وهو امريكي صهيوني من اصول بريطانية ، هذا المشروع سمح لامريكا تعديل حدود " سايكس - بيكو " التي وضعت عام 1916 بموجب تفاهمات بين فرنسا وبريطانيا ، بدأت ملامح هذا المشروع عام 1991 من خلال استدعاء حكام الخليج للقوات الامريكية والدولية بذريعة تحرير الكويت وهي اللحظة التي اتاحت تواجد القوة العسكرية في المنطقة والخليج .
كان القضاء على نظام الرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله ضروري لاحكام السيطرة على المنطقة وبتمويل دول المنطقة فتم الزج بصدام لتهديد امن الخليج من خلال سرد مسرحية اسلحة التدمير الشامل وبموجبها فتحت السعودية وكل دول الخليج خزائنها لتمويل اساطيل الحماية العسكرية الامريكية ، القضاء على صدام كان رهانا يتوقف عليه نجاح السيطرة على الخليج وتحول الحال العربي بكامله بعد حرب الخليج الثانية الى حالة استسلام من خلال الاعتماد على حكام توقفت لديهم ادوات البناء والنهوض وتحولوا الى عساكر لحماية المصالح الامريكية والغربية وبتمويل سعودي وخليجي ايضا الى ان جاء عام 2011 الذي جاء مصطحبا معه رياح التغيير بواسطة الشباب المدعوم بالارادة الشعبية التي اندلعت شرارتها الاولى في تونس وانتقلت الى مصر وليبيا واليمن وسوريا والاكثر من هذا انها انتقلت الى الخليج العربي في البحرين وعمان وكانت على موعد للانطلاق في السعودية لكنها تراجعت لاسباب كثيرة ( تراجعت ولم يتم القضاء على فكرة الثورة) ، نجحت ثورة الربيع العربي في اربع دول وتعرقلت في الخامسة " سوريا " لاسباب وتأثيرات سعودية وخليجية واقليمية ودولية، اقتلعت ثورة الربيع العربي اهم طواغيت الكرة الارضية وارعبت طواغيت المال والثروة وانذرت القوى الكبرى بتهديد امن اسرائيل ومنابع النفط ، اندلاع ثورة الربيع العربي كانت مفاجأة للعرب والغرب لانها حالة تمرد شعبي عفوي غير مخطط ، وكان للتيار الاسلامي تصدر المشهد في كل دول الربيع العربي ، فقام الغرب بنفس الدور الذي قام به منذ بداية تسعينيات القرن الماضي مع اختلاف الاسلوب والوسائل التي ارادو تنفيذ مخططهم دون اي خسارة مالية او عسكرية ، وقدموا الدراسات الاستراتيجية!! لحكام الخليج بوجود خطر هو الاكثر تهديدا على كراسيهم ، تم تصوير الاخوان المسلمين كبعبع مخيف وكأنه الرياح العاتية التي لن تبقي احدا امامها ومن حينها وبعد توظيف الخليج لقدراته المالية واتاحتها امام تصرف كل من يريد الحرب على الاخوان ومن يقع في دائرتهم وكانت النتيجة العملية والاسرع هو نجاح المخطط في مصر عن طريق الجنرال السيسي وتوالت المؤامرة حتى عمت كل دول الربيع العربي ووصلت الاوضاع الى ماهي عليه اليوم ..
نتيجة لعدم وجود رؤية سياسية عند حكام الخليج اصبحت عزيمتهم القيام بحرب عسكرية على غزة نيابة عن اسرائيل، ولاول مرة يتفاخر الاسرائيليين علنا بمدى الدعم الذي يقدمه حكام الخليج ، وهذا يتم وشعوب الخليج قابعة تحت مؤثرات الحملة الظالمة على الاخوان المسلمين.
نجح الغرب بضرب القوى المحلية بعضها ببعض تحت يافطات مذهبية وقبلية وسياسية ومناطقية واستطاعت تفكيك قوى الاعتدال المؤثرة شعبيا وجماهيريا وحولتها الى قوى ارهابية تم حظر بعضها من ممارسة اي نشاط والدور آتي على البقية ..
اليوم المنطقة خاضعة لنفوذ امريكا وايران سواء بشكل مباشر او غير مباشر وجول المتطقة مقبلة على حصد ما زرعت . اهلا داعش اهلا بمثيلات داعش .. اهلا بالتقسيم وغياب الامن والاستقرار ..
تستطيع شعوب المتطقة احباط مخطط التقسيم في حال توفر العقل والحكمة لدى قاداة فصائل الصراع المذهبي والمناطقي والفئوي ورفض الدعم الخارجي ايا كان نوعه او مصدره .. والا فالقادم اسوأ .. اللهم احفظ بلادنا من كل شر ....