ناطحة السحاب الأعلى في أوروبا يعتليها العنكبوت الفرنسي
لم يكتف الفرنسي آلان روبير الملقب بالرجل العنكبوت بتسلق المبنى الأعلى في العالم برج خليفة في دبي الذي يبلغ ارتفاعه 828 متراً قبل حوالي شهرين، ليتحدى مبنى سابفير (الياقوت) في إسطنبول التركية وينجح بتسلق أعلى ناطحة سحاب في أوروبا، علماً ان ارتفاعها لا يتجاوز 261 متراً فقط، مضيفاً بذلك "ياقوتاً" جديداً لسجل إنجازاته.
وأفادت وكالة "جيهان" التركية في 19 مايو/أيار ان روبير قارع "الياقوت" وتمكن من التغلب عليه في غضون ساعة و50 دقيقة، أمام أعين، او بالأحرى فوق أعين مئات المعجبين الذين حبسوا أنفاسهم طيلة هذه المدة، بانتظار وضع أولى قدميه على رأس المبنى رافعاً العلم التركي مناطحاً السحب، مما أثار الحماس لدى الحضور الذين صفقوا وهتفوا ابتهاجاً.
في وقت لاحق أشار آلان روبير الى ان الـ 15 مترا الأخيرة من التسلق كانت الأصعب، بسبب تسرب مادة خاصة من الحذاء الذي كان يرتديه، وكاد يؤدي أكثر من مرة الى انزلاق قدمه.
ما يميز إعتلاء ناطحة السحاب هذه عن معظم سابقاته هو ان "الرجل العنكبوت" لم يكن عنكبوتاً كما عهده الناس، اذ تسلح بوسائل الحماية وهو ما اشترطته شركة بناء ناطحة السحاب المنظمة للحدث، مما يجعل التسلق الأخير حتى الآن الاستثناء الثاني في حياة "رجل العنكبوت" العملية، بعد ان كان برج خليفة أول مبنى يتسلقه روبير متحصناً بوسائل الحماية.
عادة ما يتسلق آلان روبير مباني العالم الشاهقة بدون إذن السلطات المحلية في هذا البلد او ذاك، الأمر الذي أسفر مراراً عن اعتقاله من قبل رجال الشرطة. وكانت شرطة موسكو قد احتجزت "العنكبوت" المشاغب في سبتمبر/أيلول الماضي بعد ان تسلق برج زاباد (الغرب) البالغ ارتفاعه 242 متراً. لم يكن رجال الأمن الروس أول رجال شرطة يلتقي بهم آلان روبير اذ سبق وان اعتقلته الشرطة في نيويورك وسان باولو وسيدني ، مما يعني ان روبير تعرف على أقسام الشرطة بالإضافة الى ناطحات السحاب تقريباً في كل بلد يزوره.
وقد بدأ آلان روبير مزاولة تسلق المباني الشاهقة في عام 1975 وكان يبلغ حينها 12 عاماً فقط. ومنذ ذلك الحين تمكن من تسلق قرابة 100 ناطحة سحاب في أرجاء مختلفة حول العالم، بما فيها "إمباير ستيت بيلدنغ" في نيويورك وبرجي بتروناس التوأم في كوالالومبور وبرج إيفيل في باريس.
واجه آلان روبير الكثير من المواقف الطريفة التي رافقت بعض بطولاته، وربما أطرفها اتهام وجهته السلطات الإندونيسية له في نوفمبر/تشرين الثاني 2008، حين تسلق روبير مبنى متواضعاً بمعايير "الرجل العنكبوت" مكون من 33 طابقاً. وكعادتهم "استضاف" رجال الشرطة المواطن الفرنسي ووجهوا له تهمة غير تقليدية بالإضافة الى تهمة مخالفة الأمن العام المعتادة، وهي مخالفة قانون العمل اذ انه دخل البلاد بتأشيرة سياحية، لكنه مارس عمل مدفوع الأجر من قبل مجلة "جاكرتا غلوب" التي مولت الفعالية.