اخبار الساعة

إطلالة الرئيس صالح تكرّس الانقسام اليمني

اخبار الساعة - صنعاء - عادل الصلوي بتاريخ: 08-07-2011 | 13 سنوات مضت القراءات : (2789) قراءة
 

استعادت مظاهر الاحتشاد الأسبوعي لأنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن زخمها الحماسي المفتقد منذ ما يقدر بأربعة أسابيع، إثر الظهور الأول للرئيس علي عبدالله صالح مساء أول أمس الخميس بعد خمسة أسابيع من الغياب، والذي أثار ردود أفعال متفاوتة في صفوف مؤيديه تراوحت بين الابتهاج والغبطة والتأثر المشوب بالتعاطف .


وتقاطر أنصار الحزب الحاكم منذ وقت مبكر، أمس الجمعة، إلى الساحات والداخلية والخارجية لجامع الصالح المقابل لساحة العروض بميدان السبعين لأداء صلاة جمعة أسماها المناصرون “جمعة الحمد والشكر” بسلامة صالح وابتهاجا بظهوره العلني الأول، حاملين صوره ولافتات تضمنت عبارات من بينها “أنت الشرعية ونحن كلنا فداءك” “بالدم سنبايعك يا زعيم الأمة” و”الدماء تهون فداءك وفداء الشرعية والوطن” .


وشن خطيب جامع الصالح هجوما حادا على أحزاب المعارضة الرئيسة والمعتصمين بساحة التغيير، محملا إياهم مسؤولية فرض الخيارات الصعبة على الشعب بعدم القبول بالحوار الوطني، حيث استعرض الخطيب ما وصفه ب”خريطة الإنجازات” التي حققها الرئيس صالح خلال سنوات حكمه الممتدة منذ العام 1978 من قبيل بناء المساجد في كل مدينة وقرية والجامعات والمدارس، كما أشاد ب”سعة صدر الرئيس وتحمله للصعاب والمخاطر خلال سنوات حكمة الماضية من أجل مصلحة الشعب اليمني” .


وعقب أداء صلاة الجمعة رفع المصلون أكفهم إلى السماء متضرعين لله تعالي بأن ينصر الرئيس صالح ويعيده إلى اليمن سالما غانما، كما لهجت ألسنتهم بالدعاء على المناوئين للنظام الحاكم بأن “لايقيم الله لهم دولة وأن يقطع دابرهم وينكس راياتهم ويجعلهم في الأرض عبرة لكل من يعتبر” .


وتوجه أنصار حزب المؤتمر الشعبي الحاكم إلى ساحة العروض بميدان السبعين لتدشين فعالياتهم الأسبوعية التي اتسمت عن غيرها من الفعاليات المقامة خلال الأسابيع الأربعة الماضية، بمظاهر احتفالية تمثلت في إقامة حلقات رقص شعبي في الصفوف الخلفية للمشاركين في الفعاليات التأييدية للرئيس صالح، وإطلاق العديد من النسوة المشاركات في الفعاليات الزغاريد ابتهاجا بالظهور الأول له، كما لوحظ انتشار مكثف للصور المجسمة للرئيس صالح تجاوز نطاق ساحة العروض إلى أنحاء كافة مديرية السبعين والأحياء والشوارع الرئيسة المجاورة .


وتفاوتت ردود أفعال مؤيدي الرئيس صالح حيال الظهور العلني الأول له منذ تعرضه لإصابات بالغة في محاولة اغتيال استهدفته في الثالث من شهر يونيو/ حزيران المنصرم، والتي تراوحت بين إبداء الغبطة والابتهاج بظهوره كونه يتزامن مع تصاعد التسريبات المضادة حول تفاقم وضعه الصحي وبين الصدمة والتأثر جراء جسامة الإصابات التي لحقت بالرئيس وأعراضها الواضحة على ملامحه المعتادة التي أبرزها هذا الظهور العلني الأول للرجل .


واعتبر غسان عبدالعزيز الصيفي، أحد المشاركين في فعاليات أمس بميدان السبعين في تصريح ل”الخليج” الظهور الأول للرئيس صالح بأنه “مثل صفعة لمناوئيه الذين حاولوا استغلال تأخر ظهوره وعودته للترويج لشائعات من قبيل وفاته وتردي وضعة الصحي” .


من جهته عبر الشيخ عبدالرحمن أحمد قاسم البروي، أحد الوجاهات القبلية البارزة بمحافظة صنعاء في تصريح مماثل ل”الخليج” عن سعادته وأبناء قبيلته بظهور الرئيس صالح على شاشة التلفزيون، معتبرا أن “هذا الظهور أنعش قلوب ونفوس مؤيديه وانصاره وجعلهم على ثقة بأن الرئيس سيعود قريبا إلى البلاد” .


من ناحيتها وصفت الناشطة في القطاع النسائي لحزب المؤتمر الشعبي إيناس مطهر، الظهور العلني الأول للرئيس صالح بأنه كان “مؤثرا وذا طابع تراجيدي”، وقالت في تصريح ل”الخليج”: شعرت بالتأثر البالغ بمجرد رؤيتي للرئيس في ظهوره الأول على التلفزيون عقب تعرضه لمحاولة الاغتيال الآثمة، فملامح الإعياء كانت واضحة على وجه الرئيس وصوته وآثار الحروق التي بدت على ملامحه ويديه جعلتني أشعر بأنه تعرض لاعتداء قاسٍ، وأن العناية الإلهية وحدها هي من أنقذته” .


وأضافت قائلة: “لقد ولدت بعد عام واحد من تقلد الرئيس لمنصب الرئاسة وتعودت خلال السنوات الطويلة الماضية أن أراه متأنقا في مظهره ومتألقا بابتساماته وحضوره المميز، وقد حز في نفسي كثيرا أن أراه بتلك الملامح المتأثرة بالحادث” .


من ناحيته جدد الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم أحمد بن دغر دعوة الحزب الحاكم لأحزاب اللقاء المشترك المعارض بالمشاركة في حوار وطني شامل لا يستثني أحدا وبما يسهم في “إيجاد خريطة طريق للخروج من الأزمة”، كما أكد بن دغر موقف الحزب الحاكم المؤيد لبدء مداولات وطنية لتغيير الدستور القائم وإيجاد صيغة لتطوير وتغيير طابع النظام القائم وبما يلبي كافة تطلعات اليمنيين .

المصدر : الخليج الاماراتية
اقرأ ايضا: