أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

عدن..مجازاة الحمار وسنمار

- نعمان الحكيم

 

*لن ينصلح الحال إلا بتغيير مفاصل الدولة السابقة التي شاخت وعاثت فساداً، ولم يعد لها من مكان حتى ولو أظهرت من التوبة وقدمت الاعتذار فذلك لا يقدم شيئاً بقدر ما يمكن أن يخفف من الذنوب ليس إلا!
*إن حال البلاد على كف عفريت..ولا نريد التركيز على صنعاء فقط، حتى لا نجد من يقول (إن ثورتهم لا تعنينا) بحكم أن كل الأمور تدار هناك، ونحن في عدن نتحمل النتائج الوخيمة وتحولت مدننا إلى’’أنصار الشريعة’’ و’’قاعدة’’ ومسلحين لا نعرف لهم صفة أو هوية، لكنهم يحملون السلاح ويمارسون الموت والخطف وغيرها من الأمور المؤسفة..
*نقول: لابد من السيطرة على الأمور، والتركيز على مدن الجنوب وأهمها عدن التي تحولت إلى ساحة صراعات أطرافها مجهولون، وإن كان بعض الشباب لهم صلة بها، لكن الرأي العام المتتبع يقول أن هؤلاء هم تابعون للنظام القديم، يتم تسليحهم ورفدهم بالمال ويتم التغاضي عن أفعالهم التي صارت عبئاً على المدينة والناس عامة.
*الحسم والحزم، لماذا لا نراهما في عدن؟ وهل حكومة الوفاق لا يهمها إلا ’’العاصمة’’؟! إن شوارع في عدن مازالت مغلقة، وزادت أمراض الناس جراء الحالة النفسية والأمراض المستعصية والفئران والقوارض، وصارت الأحياء السكنية أوكاراً للأوبئة ويتجول فيها الحيوانات والمسلحون والمجانين! وكأن السلطة والدولة لا وجود لها، بينما هم في مكاتبهم ولهم حراسات وصرفيات ضخمة وفسادهم قد ضاعف المشكلات..فحتى متى نظل نعزف على وتر الوحدة اليمنية، وهي تتحول إلى مقابر للناس بسببها يقتلون وتزهق أرواح الشباب والشيوخ والأطفال برصاصات طائشة لا يعلم الناس مصدرها.. اللهم سترك ولطفك يارب!
*لقد انفلت الأمن في عدن ولحج وغيرها من المدن في الجنوب فصار الحال أفضع من أيام الحرب الأهلية قبل الاستقلال بل وأفضع من حرب عام 1994م، فتلك كانت حرباً بكل آلات الحرب، ودمرت كل شيء واستحوذت على الجنوب.
أما اليوم فالحرب حرب أفراد وجماعات، ولا ترى لها معسكرات أو كتائب، كل الأمور تدار سراً ويبدأ عزف الرصاصات والقذائف ليلاً في الأحياء السكنية، حتى كره الناس معيشتهم..فأين يذهبون؟!
*نقول بصراحة: ما فائدة وجود قيادات بعدن، والحال يزداد سوءاً؟ وهل ما يجري هو شيء غير مثير للدولة بقدر ما هو مثير لها في أماكن أخرى؟!.. 
*نريد حزماً لعدن يثبت السكينة العامة ويحفظ للناس استقرارهم ومعيشتهم وإلا فليغادر هؤلاء كلهم السلطة وليحكم كل واحد مدينته بإجماع السكان على اختلافهم؛ وما لم تتحمل الدولة الانتقالية مسئولياتها كاملة فإن الأمور سوف تتدهور، وسنجد أنفسنا نتغنى بالحلول والواقع يفتك بنا لكي نصبح خبراً بعد عين.
*التفتوا إلى عدن إن كنتم تريدون استقراراً لليمن، ابدؤوا بأعمال تعيد للمدينة هدوءها وسكينتها وحياتها الهادئة.. وحاوروا الشباب وافهموا مشكلاتهم، ثم لا تتهاونوا بالدماء التي سالت وأرواح الشباب التي تزهق حتى ولو كانت الأسباب غير معلومة في بعض الأحيان..فالمواطن عندما يقتل في مسكنه أو في محله أو الشارع الذي يمر فيه، إنما تتحمله الدوله، ولكن في عدن الدولة والحكومة لا وجود لها إلا على الفضائيات والصحافة وصرف المال العام .. فهل نبدأ بداية يكون فيها عودة للروح والحياة والأرض والاستقرار في عدن أولاً حتى يعم ذلك بقية مناطق الوطن؟!
*لن تستقر الحال إلا باستقرار عدن والمحافظات الجنوبية، وإن تعذر ذلك فلكل فيما يعشق مذاهب.. وربنا يعلم بأن دولة الحق غير دولة الباطل..وأنت يا فهيم افهم.
*إنها عدن..فلا تجازوها مجازاة (الحمار لأمه) أو كجزاء سنمار! 

المصدر : صحيفة اليقين

Total time: 0.0304